الأهرام
نجوى العشرى
بينالى الأمم الإفريقية حلم ومشروع ثقافى
أخيراً سيرى مشروع بينالى الأمم الإفريقية النور ويتحول من فكرة إلى واقع على ساحة الفن التشكيلى بمصر.. هذا
المشروع الذى طرحه لأول مرة الناقد التشكيلى الفنان محمد كمال فى فبراير عام 2007 ولم يلتفت إليه أحد آنذاك، فأعاد طرح الفكرة فى يوليو 2010 فى ندوة على هامش معرض (مصر نيجيريا)، وتكرر عدم الاستجابة له أيضاً لكنه لم ييأس فطرح الفكرة من جديد فى مايو 2011 مقدماً مشروعاً متكاملاً لتنفيذ هذه الفكرة بعد بيان أهميتها، لكن الظروف التى تمر بها البلاد لم تكن مواتية للاستجابة لها حتى استضافت مدينة الأقصر ملتقى الأقصر الدولى للتصوير فى دورته الثالثة فوجه خلاله أكثر من 25 فناناً تكشيلياً وناقداً من مصر وأفريقيا نداءهم إلى المؤسسة الثقافية المعنية يطالبون فيه بتأسيس بينالى إفريقيا للفنون بالتنسيق مع المؤسسات الثقافية الإفريقية..

وإحقاقاً للحق، ونسب الفضل لأهله فقد سارع الدكتور صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكيلية بالاستجابة لهذه الدعوة التى تنطلق من فكرة الناقد الفنان محمد كمال والتى يجب أن يكون مشروعه الذى قدمه من قبل هو الأساس خاصة وأن الهدف واحد، والمبادرة كانت للفنان محمد كمال الذى اعتبر البينالى حلماً لم يفارقه برؤية فنانى إفريقيا مجتمعين على أرض مصر.. ولم شمل القارة معرفياً وإبداعياً فى حضن القيادة الحقيقية لها من خلال العرض البصرى بوسائطه المختلفة.

المشروع الذى اقترحه الناقد محمد كمال يستحق كل تقدير فهو متكامل وليس مجرد دعوة أو فكرة نظرية، مثلاً هو يقترح تنفيذ برنامج ثقافى مصاحب للبينالى نتعرف فيه على علامات هذه الجوهرة السوداء من فلاسفة وأدباء وموسيقيين ومسرحيين وتشكيليين ونقاد، وهو لا يدعو إلى عقد البينالى فى العاصمة وحدها، بل يطالب بأن ينتقل إلى أكثر من إقليم مصرى فى كل دورة مثل أسوان وبورسعيد والإسكندرية وغيرها من البقاع التى نشتاق إلى معرفة روافدها الأصلية ومناقشة قضاياها المصيرية..

الناقد الفنان صاحب الفضل فى هذه الفكرة يرى «ونحن مثله» أننا بحاجة ملحة الآن لفتح قنوات معرفية وفنية مغايرة لما اعتدنا استيراده من أمريكا وشمال المتوسط؛ ويرى ونحن معه كذلك- أنه وقتها فقط سوف تنتعش الحركة التشكيلية والثقافية المصرية بمثير نوعى مختلف عبر منجز دافئ بصرياً ووجدانياً من مبدعى البلدان الإفريقية والعربية فى الجناح الإفريقى لأمتنا العربية.. تلك الشعوب الثورية- لاحظ هذا ما قاله فى عام 2007 و2010 فهو لم يدع الثورية أو يركب موجة الثورة لكنه ثائر بحق - هذه الشعوب صاحبة الحمأة والكبرياء الذى لا يتأثر بشظف العيش..

إننا نوجه تحية تقدير وإعزاز للناقد الفنان محمد كمال على مشروعه الذى نأمل من وزير الثقافة أن نرى خطوات تنفيذية لخروجه إلى النور وفق جدول زمنى ملزم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف