هذه الواقعة نرفعها لوزير الداخلية، ليعرف كيف يتصرف بعض السفهاء مع المواطنين، عاشها طالب بكلية الهندسة اسمه مصطفى عماد حمدى، بالصف الأول بقسم الكهرباء بهندسة عين شمس، رواها على صفحته بالفيس بوك:
«انهاردة الصبح (الأربعاء) الساعة 7:30 كنت نازل من البيت رايح ميدان الحلمية أركب أوتوبيس وأروح الكلية (هندسة عين شمس)، قبل الميدان بشوية وقفت الأوتوبيس، وأنا بركب حد شدني من الشنطة بتاعتي، بني آدم عادي لابس قميص وبنطلون عاديين بس معه مسدس في جنبه، كنت هقع ولحقني، وقالي: تعالى، ودخلني شارع جانبي فيه بوكس وكام ظابط وأمين، واحد شد الشنطة وفتحها وبدأ يدور فيها، والظابط كان بياخد بياناتي، وشاف البطاقة، والكارنيه، وسألني: رايح فين؟، وبتركب من هنا ليه؟، وجاوبت عادي.
اللي كان بيفتش الشنطة طلع: 1ــ ورق محاضرات math، 2ــ آلة حاسبة، ومثلث أرسطو، وقلم، 3ــ ساندوتشات الحجة ربنا يديها الصحة كانت عاملاها لي، 4ــ علبة المكونات بتاعت الـ project electronics)، العلبة بلاستيك متقسمة لأجزاء، كل جزء فيه حاجة زي مقاومات، واسلاك توصيل، وليدات، وكده.
وهنا بدأت الوساخة، وبدأوا يفتحوا العلبة فشخ كده ويبصولي، وشوية وكل واحد فيهم عمل نفسه دكتور الشفوي اللي بيسألني: ايه الحاجات دي؟، وبتعمل بيها ايه؟، وبتوصلها ازاي؟، وايه المشروع ده؟، (كل ده طبعاً في وسط الهزار السخيف اللي زي: طب ما تعملنا قنبلة كده، شتايم وسخة، بيشتموا الكلية والمهندسين، هزار وسف على شعري عشان طويل، وعلى إن أنا طويل زيادة شوية، وعلى اسمي «مصطفى عماد حمدي»، وكل شوية واحد يقولي: أنت لو دخلت البوكس ده هيخرجوك اقرع، أو أنا نفسي انتفلك شعرك ده لو هترفد فيها.
كل اللي كان في دماغي، أني خلاص هروح على القسم واتحبس ذي غيري كتييير من الكلية، ومن أولى كهربا بالأخص، أو اختفي ومحدش يعرف عني حاجة، وخد عندك بقى سيناريوهات كتير في دماغي، لحد ما جيه ظابط اكبر من اللي موجودين، وسألني الأسئلة اللي فوق(السابقة) تاني؟، وجاوبت، والأمين واقف ورايا، يقولي رد على أكرم باشا، ويضحك وبعد كده يقولي: رد على محسن باشا، وبيغير في اسمه كل شوية ويضحكوا.
المهم إن الظابط مسك العلبة وطلع حاجات ورماها في الأرض، وعمل نفسه بيبص بالساعة، وقلب العلبة على الأرض، وضحكوا، وقالي «مخدتش بالي»، وقالي: انزل لم الحاجة، قلت له: لا مش هلم، حضرتك اللي وقعتها لمها، ولو سمحت شوفوا لو هتمشوني ولا لأ، عشان أنا أتأخرت على المحاضرة؟. بصلي باستغراب وقال: أنت جبت الجرأة دي منين، ده احنا ممكن نفشخك هنا، حسيت إني ضعت خلاص، الموبايل رن، قفلته بسرعة، واحد قالى: هاته، مسكه وقعد يقلب، وفتح الصور وفضل يقلب ويمسح ويوري أصحابه وحدفوه لبعض، رحت لواحد فيهم بجدية، قلت له: هات الموبايل، بصلي باستغراب واداهولي، فجأة قالولي: امشي.. فتحت العلبة ولميت بقية الحاجة، وحطيتها في الشنطة ومشيت روحت البيت، وأنا واخد كمية اهانة، وتهزيق، ورعب مينزلونيش من البيت لشهر قدام، بس رقم عربية البوكس في دماغي حافظه زي رقم موبايلي، كده مش عارف ممكن اعمل بيه ايه، وفاكر شكل واحد واحد فيهم بس معرفش ولا اسم، بوصيكم لو حصلي حاجة بسبب البوست ده أو لأي سبب تخلوا بالكم من أهلي، هم ملهومش غيري».