عباس الطرابيلى
هموم مصرية .. مدينة دمياط للأثاث.. تتعثر!
الدمايطة.. ليسوا فى حاجة إلى مصانع للموبيليا.. هم فقط يحتاجون مراكز لتسويق ما ينتجون من.. موبيليا.
هذا رأى سمعته من كثيرين، فى دمياط، والمناسبة هي الاختلاف على مكان أو موقع مدينة الأثاث، التى تروج لها الدولة.. ذلك أن الدمياطى يعشق أن تكون له وحده «ورشته» التى يعمل فيها وينتج فى أى مرحلة من مراحل إنتاج الموبيليا.. وهى مراحل تتعدد فيها «الصنعة» من نجارة إلى أويمة، إلى استرجى، وإلى مدهباتى. ومنجد.. وبالطبع فى البداية: تجارة الأخشاب واستيرادها من رومانيا التى تستحوذ على الحجم الأكبر من استيراد الخشب، تليها السويد.. ثم روسيا.
<< واختلف الدمايطة على موقع مدينة الأثاث المقترحة. البداية كانت فى ضاحية شطا -على الطريق إلى مدينة بورسعيدـ وهى منطقة تكثر فيها المزارع السمكية وتنتشر.. ثم اكتشفوا أن الأرض لا تصلح لأنها أرض منخفضة تسيطر عليها المياه الجوفية فهى تقع بين البحر المتوسط شمالاً وبين بحيرة المنزلة شرقاً. بل لم تصلح حتى لتصبح مدافن لمدينة دمياط.
<< ثم تقرر نقل فكرة المدينة لكى تنفذ فى مدينة دمياط الجديدة.. ولكنهم اكتشفوا أن الموقع المختار يقع بالقرب من المناطق السكنية ولا يراعى فى ذلك سواء توسعات المناطق السكنية فى المستقبل.. أو توسعات مدينة الأثاث.. وأسمع أن رئيس جهاز تعمير دمياط الجديدة يعترض على إقامة مدينة الأثاث هناك.. فلماذا الاختلاف على موقع المدينة، حتى قبل أن تقام.. فهل نبحث من الآن عن موقع ثالث لمدينة الأثاث؟!
<< ونعود إلى الأصل.. فالدمايطة -وصناعها- يطلبون أكثر.. مراكر لتسويق الموبيليات، أى معارض. بعضها داخل مدن مصر لتسويقها محلياً.. وبعضها خارجى فى الدول العربية.. بل والأفريقية.. بل لا ما نع ـ أيضاً ـ من معارض ومراكز تسويق للأثاث فى دول أوروبا وأمريكا. ذلك أن دمياط هى منطقة إنتاج فى المقام الأول.. وكل ما تطلبه هو: التسويق.. البيع.. وهم يستوردون «كل» المواد الخام.. ويحلمون بزيادة البيع حتى تستمر العجلة في الدوران والإنتاج، إذ لابد أن يواجه التسويق.. حجم الإنتاج الذى يخرج من ورش الإنتاج فى دمياط، التى أصبحت عبارة عن مصنع كبير، ولكن تتعدد فيه «وحدات الإنتاج».
<< وربما يكون الهدف الأكبر من إقامة مدينة الأثاث هو تطوير هذه الصناعة التى تتميز بها المدينة القديمة.. ثم إن الإنتاج الكمى الواسع سينتج عنه ـ بالطبيعة ـ انخفاض تكاليف الإنتاج حتى نواجه المنافسة الشرسة من الإنتاج التركى وغيره فى المنطقة المحيطة بنا.
ولابد من تخفيض الجمارك على المواد الخام لهذه الصناعة.. حتى نستطيع أن ننافس من يحاول مشاركتنا فى الأسواق الإقليمية والعالمية.. ونلاحظ ـ هنا ـ ارتفاع الجمارك على الأخشاب وباقى مستلزمات الإنتاج.. وبالمناسبة سعر الدولار بدمياط أعلى من القاهرة.