السيد العزاوى
الكلم الطيب- الجوانب المشرقة في تكريم الله لسيد الخلق
تكريم الله لسيد الخلق محمد بن عبدالله صلي الله عليه وسلم تبدو الاشراقات من كل جوانبه والأنوار تتجلي في المسيرة الخالدة لهذا الرسول النبي الأمي فقد وضع الحق تبارك وتعالي الضوابط للمسلمين في كيفية مخاطبة الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم "يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون. ان الذين يغضون عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوي لهم مغفرة وأجر عظيم" "3 و4 الحجرات" أصواتهم بادئ ذي بدء لابد أن تعرف قواعد الحديث مع رسول الله الأدب والتواضع والصوت المنخفض في المقدمة ومراعاة كيفية الحديث معه والتحذير للمخالفين من ان أعمالهم سوف تذهب ادراج الرياح وهذه الآداب تتحقق دائما في جانب سيد الخلق صلي الله عليه وسلم حيا وحتي بعد رحيله عن هذه الدنيا. فحينما يحظي المسلم بالسلام علي رسول الله في مثوي الأعظم العطرات بالمدينة المنورة لابد من الالتزام بهذه الضوابط.
لقد أحاط الحق تبارك وتعالي الرسول الكريم بكل أنواع التكريم الأنوار تظلله في مسيرته أعطاه ربه عطاء اختص به "ولسوف يعطيك ربك فترضي" شرح الله صدره ورفع ذكره "ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك. الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك فإن مع العسر يسرا. ان مع العسر يسرا. فإذا فرغت فانصب وإلي ربك فارغب" التيسير هو الصفة الدائمة والملازمة لرسول الله في كل تحركاته خلال مسيرته التي لقي فيها الكثير من صنوف الأذي وفي أقسي لحظات الشدة كان كل ما قاله صلي الله عليه وسلم "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون".. الاشراقات والآداب والتواضع تظلل مسيرة النبي الأمي. احترام وتقدير لسائر البشر دون النظر لجنس أو دين ولا غرو فهو الذي أرسله ربه رحمة للعالمين وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين. النفس البشرية محل احترام وتقدير الرسول الكريم فها هو صلي الله عليه وسلم يهب واقفا حينما مرت أمامه جنازة رجل غير مسلم وحين قالوا له: أتقف لجنازة غير مسلم قال: أليست نفسا. آداب وقيم أرسي معالمها رسول الله رحمة رب العالمين لكل من في هذه الدنيا من حيوان وجماد.
التكريم بجوانبه المشرقة تجلي في تلك الرحلة المباركة من المسجد الحرام بأم القري إلي المسجد الأقصي بالشام "سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير" رحلة اصطحبه خلالها أمين وحي السماء جبريل عليه السلام وفي المسجد الأقصي كان التكريم بإمامة الأنبياء فعندما وصل الرسول الكريم إلي هذا المكان المبارك وجد الأنبياء في انتظاره لكي يؤدوا الصلاة خلفه وصدق الشاعر العربي إذ يقول:
صلي وراءك منهم كل ذي خطر
ومن يفز بحبيب الله يأتمم
لقد حكي القرآن قصة الاسراء والمعراج رحلتان اختصه رب العالمين بهما فبعد الصلاة بالمسجد الأقصي كان رحلة المعراج إلي السماوات العلا وسورة النجم تشير إلي التفاصيل الكاملة لهذه الرحلة العلوية "والنجم إذا هوي ما ضل صاحبكم وما غوي وما ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي علمه شديد القوي ذو مرة فاستوي وهو بالأفق الأعلي ثم دنا فتدلي فكان قاب قوسين أو أدني" إلي آخر تلك الآيات التي تكشف الكثير من هذه الجوانب المشرقة التي تجلت في هذه الرحلة المباركة "فما كذب الفؤاد ما رأي" لقد شاءت إرادة الله أن يري من آيات الله الكبري ومن الإشارات الواضحة التي جاءت في هذه الرحلة تشريفا وتقديرا لرسول الله صلي الله عليه وسلم قول الله تبارك وتعالي "مازاغ البصر وما طغي" التقدير يتجلي بكل دقة بصدد رسول الله عن الحدود مازاغ عن الحدود وإنما الآداب والالتزام كان من جانب سيد الخلق ويتحدث الحق عن هذه الصفات الطيبة التي لازمت سيد الخلق في مطالعة هذه الآيات الكبري فهو أي الحق تبارك وتعالي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور يعلم السر وأخفي. أحلي الصفات يتحلي بها الرسول الكريم في هذا المقام الرفيع وقد ظل بصر رسول الله صلي الله عليه وسلم ملتزما وما تجاوز وما طغي أو تجاوز الحدود. آداب وتعاليم التزم بها في هذه الحضرة الالهية ولذلك كانت هذه الآيات يذكر الله بها العباد في آيات قرآنه العظيم ولاسيما فهذا الرسول قد أدبه ربه فأحسن تأديبه وقد أفصح الرسول صلي الله عليه وسلم عن ذلك حين سأله صديقه الوفي أبو بكر قائلاً: يا رسول الله أنني أعرف العرب وآدابهم وتاريخهم فما وجدت أكثر منك ولا أحسن منك خلقا ولا أدباً فمن أدبك يا رسول الله؟ قال: "أدبني ربي فأحسن تأديبي" انها آداب وأخلاق سوف تظل نبعا يغترف منه المسلمون وأهل الأدب والفكر.. ليتنا نتعلم ونلتزم بها في حياتنا والله يهدي من يشاء إلي صراط مستقيم.