الأخبار
داليا جمال
أما قبل - نكذب أعيننا.... ونحسن النوايا !!
لم تستوقفني سيرة ذاتية لزعيم بقدر ما استوقفتني شخصية الزعيم الراحل أنور السادات بكل مافيها من عظمة وشموخ ووطنية إبن مصر وابن المؤسسة العسكرية العظيمة..الذي جمع بين دهاء السياسي وحنكة القناص وعقيدة المقاتل وقلب الفلاح . فالسادات برغم ما امتلكه من دهاء وحنكة سياسية وشخصية تملك مفردات القوة والعقل والإتزان إلا أنه كان مستمعا جيدا لمعاونيه شديد الإحترام لآرائهم، حتي أنه عزل وزير الدفاع قبل حرب اكتوبر. لا لشيء إلا أن الوزير استأثر بمعلومة الإعداد للحرب ، وهوما أغضب الرئيس الذي اعتبر أن قرار الحرب هوقرار مصيري ، يجب أن يتشارك فيه مع أبناء وطنه ، مانحا إياهم الثقة والمسئولية، لقناعته أنه ليس وحده صاحب الرؤية وصاحب الضمير !

ولإيمانه بأن مصر مليئة بأبنائها المخلصين من ذوي الخبرات الفنية والقانونية. . بل إن السادات بكل عبقريته وخبراته لم ينفرد وحده بمفاوضات كامب ديفيد ولم يفاجئ الشعب بها !! تاركا للقانونيين والسياسيين البحث والتمحيص للوصول لأفضل النتائج، ثم وقعها أمام العالم بنفسه !

ورغم إجماع كل الدول العربية علي رفض معاهدة السلام مع إسرائيل والتلويح بالمقاطعة وقطع المساعدات نهائيا عن مصر المنهكة بفعل الحروب، عقابا له ولمصر !!

إلا أن ابن المؤسسة العسكرية منحازا لمصالح وطنه قد تحمل الطريق الصعب الذي استرد به كل شبر في أرض مصر بهذه المعاهدة..رغم انها أفقدته أموال الخليج وأبواق التهليل والزعامة الحنجورية العربية !! بل وألحقت به اتهامات بالخيانة والعمالة والعداء والتشكيك وهوأبعد وأنزه ما يكون عن هذه التهم !!

تذكرت هذه المواقف في اللحظة الراهنة وقد شغل بالي كثيرا إيثار السادات لذاته وتمسكه باختياراته ومواقفه التي تعلي مصلحة الوطن .. برغم معاداة العرب له !!

ولم أجد إجابة إلا أنها قوة العقيدة الوطنية ووازع الضمير، ولأنه واحد من أبناء جيش مصر العظيم مصنع الرجال علي مر العصور والأزمنة...

تذكرت ذلك ومصر تمر اليوم بمواقف مشابهة كثر فيها اللغط والحديث، هل فرطنا في أرضنا ومصلحة الوطن مقابل حفنة من أموال الخليج !! وهل جاعت الحرة فاضطرت لأن تأكل بثدييها !!

أم أن فيما حدث مصلحة عليا للبلاد لم ندرك بواطن امورها بعد ؟

حقيقة لم أملك سوي افتراض حسن النية ..لا لشيء إلا ﻷن لدينا رئيسا من نفس مدرسة الزعيم الراحل أنور السادات..وقلبي كمصرية يؤكد لي أن رئيس مصر لن يفرط أبدا في حبة رمل من ترابها ...فلم يفعلها أبدا أي ممن سبقوه فكيف يفعلها هو!! كما أن لمصر اليوم رئيس وطني لن يرضي أبدا أن يكون حكم التاريخ عليه أقل إنصافا له من سابقيه الذين أقسموا علي الحفاظ علي وحدة الوطن وسلامة أراضيه.. وهنا هدأ عقلي وارتاح قلبي ..وأيقنت أننا لانملك إلا ..أن نكرم رئيس مصر بحسن النوايا .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف