أحمد السرساوى
نوبة صحيان - متطرفو ليبيا يستحقون "علقة" ثانية !!
هل تصور أحد منّا .. كيف يعيش ستة ملايين و500 ألف ليبي وليبية من الأشقاء .. فيهم الكبير والمرأة والطفل وسط هذا الفيضان من الفوضي والجنون والإرهاب وجماعات العنف المسلح في طول البلاد وعرضها؟!
ليبيا مساحة شاسعة من الصحاري تقارب المليون و760 ألف كيلومتر مربع، أي ما يزيد علي مساحة مصر مرة ونصف، مُقسّمة الي 22 محافظة أوشعبية كما سمّاها الراحل معمر القذافي .. ومع ذلك لا توجد فيها حاليا دولة أو إدارة حكومية تسيطر علي مقادير البلاد ومقدراتها وتوفر للأسر الليبية احتياجاتها من الأمن والحاجات الأساسية اليومية .. وقد قارب ضحايا الإرهاب فيها نحو ألفين و500 نفس خلال السنوات الأربع الأخيرة كما تشير التقديرات، بينما لا يجد الأحياء أبسط مقومات الحياة فيها!!
نحن في مصر بعد 25 يناير 2011.. لم نطق لمجرد عدة أيام ما أطلقوا عليه "لجانا شعبية" لأنها كانت بمثابة مشروع "نونو" أو جنين لمثل تلك المليشيات، فتدخلت قواتنا المسلحة الباسلة ونسفت تلك الظاهرة سريعا ووفرت حاجتنا الأولية للأمن والخدمات العامة إلي أن تعافت شرطتنا المدنية والأجهزة المختصة فسلمتها تلك المهام بالتدريج.
لكن ليبيا الشقيقة والملايين من أهلها ـ مثل سوريا والعراق واليمن وبلاد أخري ـ محرومة من تلك الدعة والنعمة التي منّ الله علينا بها والحمد لله، وهي دولة مهمة للغاية بالنسبة لمصر والمنطقة ليس بحكم الجوار الجغرافي فقط .. فهناك نحو ألف و115 كيلومترا من الحدود المشتركة بيننا، ولا بحكم صلات الدم والقُربي التي تجمعنا .. فهناك آلاف من حالات الزواج بين الشعبين وبيوت القبائل تمتد علي الجانبين .
لكن الأخطر أن ليبيا أضحت "لقمة" سائغة في أيدي الإرهابيين ومحطة كبري لجرائم ثلاث .. قتل المليشيات لكل من يختلف معهم سواء كانوا ليبيين أوغيرهم .. وقد رأينا منذ أيام قليلة حادثة قتل 30 مصريا في غرب ليبيا، مازالت دماؤهم ساخنة لم تجف علي أيدي قاتليهم، أما الثانية فهي فتح الحدود الجنوبية أمام العناصر الارهابية الهاربة من مالي ونيجيريا وتشاد ليجدوا لهم ملاذا آمنا في الفوضي الليبية، ومنها يحاولون التسلل الي مصر شرقا أو تونس والجزائر غربا أو أوروبا شمالا، أما الجريمة الثالثة فهي ترك شباب في عمر الزهور (وصل عددهم لعشرين ألف مهاجر كما تشير منظمة الهجرة العالمية فيهم مصريون وأفارقة) ينتحرون في محاولات الهجرة غير المشروعة!!
الأمر الآن يحتاج لعملية تقليم أظافر سريعة للإرهابيين في ليبيا،علي غرار ماتم في فبراير 2015، نعلم أنها مهمة صعبة نظرا لاختباء العناصر التكفيرية وقتلة المصريين في عمق الصحراء وانتشارهم علي مساحات شاسعة من الأراضي وامتلاكهم أسلحة جديدة متطورة، لكن كلنا ثقة في رجال قواتنا المسلحة، خاصة بعد مؤتمر وزراء دفاع دول الساحل والصحراء الذي عُقد بشرم الشيخ في مارس الماضي والذي تم خلاله وضع "اللمسات" الأخيرة للتصدي لوحش الإرهاب في القارة وخاصة في ليبيا، وقد أسر لي اللواء عبد الرزاق الناظوري رئيس الوفد الليبي في المؤتمر (الذي نعزيه في استشهاد ابنه الضابط بالجيش الليبي منذ أيام في حادث هليكوبتر) أن حدود ليبيا مفتوحة أمام الجيش المصري في حالة تعدي الإرهابيين علي مصر والمصريين.
بصراحة كده .. متطرفو ليبيا يستحقون "علقة سُخنة" ثانية !!