غداً نحتفل بعيد العمال.. وبالأمس كرم الرئيس السيسى رموزاً من العمل النقابى.. التكريم
شىء ضرورى.. لكنه مقصور على من يختاره رئيس اتحاد العمال.. العملية إذن مزاجية.. وإذا نظرنا إلى حال مصر وعمالها لتبدلت أسس التكريم.. مصر بصدد عدد من الاستثمارات الجديدة.. مشروعات عملاقة تم التعاقد عليها.. دراسات إنتاجية العامل المصرى تهدد هذه المشروعات.. وتطرد المستثمرين.. تقرير الاتحاد العربى للتنمية البشرية حددها بـ30 دقيقة فى اليوم.. الراحل الدكتور عبدالعزيز حجازى، رئيس الوزراء الأسبق، هبط بها إلى 20 دقيقة.. الدكتور صلاح جودة، أستاذ الاقتصاد، قال إن العامل المصرى ينتج 17 دقيقة عمل فقط فى اليوم.. أما الدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية، فلم يزد على 8 دقائق يومياً. المفتى استند إلى دراسة دولية لم يذكر مصدرها.. بعض الدراسات أكدت أن العامل المصرى يذهب إلى عمله متأخراً باستمرار.. وينصرف مبكراً باستمرار.. ويتناول الطعام أثناء ساعات العمل.. ويتحدث فى التليفون كثيراً.. ويقرأ الصحف مع التركيز على الأخبار غير المهمة.. والقيادات تستهلك الوقت فى اجتماعات.. ومقابلات.. وتجهيز ما تحتاجه السلطات الأعلى.
نعود لقصة التكريم الذى يتم دون قواعد.. نحتاج إلى تغيير المكرمين فى عيد العمال.. الأولى بالتكريم عمال الإنتاج الحقيقى.. الذين حفروا قناة السويس الجديدة فى عام واحد.. نحتاج إلى تكريم صاحب أكبر إنتاج فى العام الأخير.. نحتاج إلى تكريم عامل أصلح ماكينة متوقفة عن الإنتاج.. لتكريم عامل لم يحصل على إجازاته السنوية.. لماذا لا نكرم عاملاً رفض المشاركة فى إضرابات زملائه عن العمل.. نكرم عاملاً بسيطاً تبرع بأجر يومه البسيط لأى جهة فى مصر.. لمشروع.. لصندوق.. لفقراء.. أو أيتام.. لن نقارن إنتاجية عمالنا بالدول المتقدمة.. ولا بالدول النامية.. فالمقارنة لن تكون فى صالحنا.
نحتاج إلى تغيير شكل الاحتفال بعيد العمال.. ونحتاج إلى تغيير صورة العامل المصرى.. المشروعات الاقتصاية القادمة لا تناسبها الإحصاءات المشهورة.. لا بد من تغيير هذه الإحصاءات والدراسات.. ورغم أن بعضها غير برىء من الهوى.. والقصد.. إلا أن البعض منها صحيح.. ويحتاج إلى ثورة.. فهل يقودها اتحاد العمال دفاعاً عن سمعة العامل المصرى.. أم ينتظر تعليمات الرئيس.