مرسى عطا الله
أردوغان السلطان الانقلابى
لم يعد أحد فى العالم كله يلقى بالا لما تردده أنقرة عن انقلاب 30 يونيو فى مصر وإنما الكل يتحدث هذه الأيام عن أردوغان الانقلابى المغامر.
إن أردوغان الذى توهم أن بإمكانه إقامة أذرع للإمبراطورية العثمانية الجديدة عن طريق تمكين جماعة الإخوان من ركوب قطار السلطة أصابته لوثة سياسية بعد سقوط حكم الجماعة فى مصر وتهميش دور حزب النهضة فى تونس وانكشاف الدور المريب للجماعة فى الأردن استدار نحو الداخل التركى بالسعى الحثيث لإقرار دستور جديد للدولة التركية يعطيه صلاحيات مطلقة فى إصدار التشريعات واتخاذ القرارات دون الرجوع إلى البرلمان وهو ما يعد أخطر انقلاب محتمل حدوثه فى الساحة السياسية التركية على مدى قرن كامل من الزمان.
وهذا الذى يسعى إليه الانقلابى المغامر رجب طيب أردوغان ليس بعيدا عن كثير من التصرفات الديكتاتورية الانقلابية التى اتخذها بعد اعتلائه سدة الحكم وأبرزها تلفيق الاتهام لمجموعة من كبار ضباط الجيش التركى بدعوى أنهم يدبرون انقلابا ضده لحساب حليفه القديم وخصمه الحالى «فتح الله جولين» المعروف بقوة نفوذه داخل المؤسسة العسكرية التركية ثم عزز هذه الإجراءات القمعية ضد معارضيه بإغلاق العديد من صحف المعارضة وإدخال عشرات من الصحفيين المعارضين فى السجون.
إن أردوغان الذى يتهم شعب مصر بالانقلاب على حكم الجماعة هو الذى يمهد لانقلاب فج يهز أركان الدولة المدنية فى تركيا من خلال تبنى حزب العدالة والتنمية الموالى له لمشروع ما يسمى «الدستور الدينى للدولة التركية» والذى كشف النقاب عنه «إسماعيل كهرمان» رئيس البرلمان بقوله: «بصفتنا بلدا مسلما.. لماذا نتراجع عن الدين.. نحن بلد مسلم وبالتالى يجب ألا نذكر العلمانية فى دستورنا الجديد».
وفى اعتقادى أن أردوغان بدأ «يزن على خراب عشه» وأن هذا الانقلاب الدستورى فوق طاقة واحتمال الداخل التركى لأنه لا يعكس فقط رغبة فى العودة بتركيا إلى ما قبل عصر كمال أتاتورك وإنما يستهدف إعادة استنساخ عصر السلاطين ليصبح السلطان أردوغان حاكما أوحد للبلاد لا يملك أحد حق منازعته أو الاعتراض عليه.
خير الكلام:
<< غرور وإعجاب وفرط تصلف وإيماءة نحو العلا بتكلف!