مأمون غريب
مجرد خواطر .. الحرب والسلام
جبلت الإنسانية منذ عصورها القديمة حتي اليوم علي الحروب، ويتخلل هذه الحروب فترات سلام، وكأن هذه الفترات هي استراحة المحارب ليعود من جديد ليواصل الحروب. وكلما تقدم الإنسان حضاريا فلابد أن يعود إلي طبيعته الميالة لسفك الدماء!
وإذا كانت قد حدثت الحرب العالمية الأولي ثم الثانية وكان حصادها ملايين الجرحي والقتلي بجانب التدمير والخراب، فلم يمنع قيام حرب عالمية ثالثة إلا وجود القنابل الذرية وأسلحة الدمار الشامل بحيث تكون النتيجة لا انتصار لطرف علي طرف آخر! وأصبح البديل لإشباع نهم الإنسان إلي الحرب هو اختلاق الحروب المحلية، حتي تنهك قوي الدول الصغيرة وتكون فريسة لأطماع الدول الكبري!
وهنا يتبادر إلي الذهن تساؤل: لماذا الحروب والفتن والمؤامرات علي أرضنا؟
لماذا يريدون تقسيم الشرق إلي مناطق نفوذ بتغيير هويته ليسهل استغلاله، والعمل علي إضعافه لمصلحة أمريكا والغرب وإسرائيل؟
من أجل هذا يشجعون الطائفية والتعصب الأعمي، ونكون سوقا لأسلحتهم.
وما فعلوه في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن وليبيا شاهد علي جرائمهم.. وتقوم الحرب الأهلية بلا مبرر.. ويشرد الملايين،ويقفلون هم الطريق أمام هؤلاء المهاجرين ولا يهمهم أن تلفحهم حرارة الصيف أو صقيع الشتاء، ويطنطنون مع ذلك بحقوق الإنسان والحريات.
وأذكر أنني سألت عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين وأنا أبدأ حديثي معه بقولي:
- بعض الناس يقولون إن الحرب ضرورة لإنعاش أمراض النظم الاقتصادية، فلم يخل جيل من الأجيال من الحرب، فهل الحرب ضرورة ملحة من ضرورات الحياة؟ يومها أجاب طه حسين: هل نبدأ بالحروب؟ إن الحديث حول الحرب والسلام ربما يكون من اختصاص الساسة، لكن الأمل الذي يتمناه كل الناس هو السلام، حتي تستريح الأجيال من أهوال الحرب وحسبنا نحن أننا عشنا حربين عالميتين.
وما تزال أصداء كلمات العميد ترن في أذني رغم ضباب السنين، وكثيرا ما أقول لنفسي لماذا لاينقلون آلاتهم المهلكة بعيدا عن بلادنا!