المساء
عصام سليمان
بالعقل- رسالة الرئيس.. للأمن!!
توقفت طويلاً أمام اعتراض الرئيس عبدالفتاح السيسي علي نظام تأمين المقر الجديد لوزارة الداخلية في التجمع الخامس بألف مجند للحماية والمراقبة.. ورأيت أنه رسالة بضرورة تعديل نظم الأمن التقليدية التي مازلنا نعمل بها.. وكثيراً ما يتحدث بشأنها المواطن العادي في مناسبات عديدة ويطالب بتغييرها لأنها مرهقة ومستفزة في آن واحد!!
يحدث ذلك في تنظيم المرور بالشوارع والاعتماد علي العسكري التقليدي في الإشارات والميادين العامة وإغفال النظم الالكترونية الحديثة التي توفر الجهد والوقت والمال وتضمن الأداء الجيد بعيداً عن الأخطاء البشرية التي تعودنا عليها سواء التقاط أرقام السيارات وكتابتها بطريقة خاطئة أو محاولات التحايل علي النظام والقانون ومقولة: "انت مش عارف أنا مين" التي انتشرت في الشوارع عندما يريد أحد أن يخالف القانون من خلال هذا النظام الذي عفا عليه الزمن وفي أحيان كثيرة يتسبب في مزيد من ارتباك المرور!!
الغريب أن الإشارات الالكترونية التي تم تركيبها في بعض الشوارع والميادين لتضمن انسياب الحركة بشكل آلي ومنتظم يتم اهمال تشغيلها.. ونتركها في أحيان كثيرة "خيال مآتة".. فلماذا يحدث ذلك؟! ومن المسئول عنه؟!.. ولماذا لا نعمم هذا الأسلوب الجديد ونضع الضوابط التي تضمن تشغيله بكفاءة وانتظام دون محاولة تعطيل الكاميرات إما عمداً أو اهمالاً مثلما يحدث الآن؟!
ويحدث ذلك أيضاً عندما تري تشريفة بالمئات من المجندين ورجال الأمن من كل الرتب تقف في الطرق العامة لتأمين موكب سوف يمر ويستمر الوقوف بالساعات دون أن ننظر إلي أن هؤلاء بشر ولابد من توفير وسائل حديثة لمراقبة الطريق وتأمين المواكب وألا يستمر وقوف هذه التشريفة بالساعات عرضة للخطر وبلا فائدة لأن هذا إهدار للوقت والجهد والمال.. وهناك وسائل أخري حديثة موجودة ومطبقة في دول العالم.. فهل نحن "اعجوبة"؟!
يحدث ذلك.. عندما تري بعض المواقع الهامة تعتمد علي أفراد أمن لا حول لهم ولا قوة يقفون في الشارع أو فوق كوبري في الشمس الحارقة والبرد القارس لتأمين مبني أو بنك أو منشأة هامة.. رغم أن كاميرا في المبني أو المكان المراد تأمينه وشخصاً يجلس لمتابعة هذه الكاميرا في مكان آمن ومعد لذلك يمكنه مراقبة كل شيء أفضل من هذا الأسلوب العتيق الذي لم يعد معمولاً به في الكثير من الدول التي تعتمد علي الاستفادة بكل الطاقات بشكل علمي وجاد ودون إهدار للطاقة البشرية علي هذا النحو!!
رسالة الرئيس السيسي تقول بوضوح إننا بحاجة إلي تغيير شامل في ثقافة التأمين التي نعتمد عليها لترشيد الإنفاق في المال العام.. وأيضاً الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة.. فضلاً عن ضرورة الارتفاع بمستوي الثقافة والتدريب في هذه الاتجاهات مكتملة.
وإذا وضعنا في الحسبان أننا الآن نواجه موجة إرهاب تستخدم وسائل حديثة في المعدات والأسلحة وأدوات الرصد والتفجير ويتم دعمها من خلال دول وأجهزة إقليمية ودولية لا تريد الاستقرار لمصر.. فإن الرسالة واضحة لمن يريد أن يفهمها ويترجمها في الاتجاه الذي جاءت فيه!!
أما البعض الذي لم يفهمها علي النحو السليم ويري أنه ما كان يجب أن يناقش الرئيس هذا الأمر علي الهواء مباشرة.. فهؤلاء أصحاب غرض ويغفلون الواقع الذي يشعر به المواطن ويتحدث عنه.. بل ويذكر أكثر منه عندما يقع شهداء من رجال الشرطة في مواجهات غير متكافئة مع العناصر الإرهابية.. ويطالبون بالمزيد من التدريب والتسليح الحديث وتوفير الامكانات والمعدات التكنولوجية التي تناسب الظروف والمستجدات علي أرض الواقع.. فهل تصل الرسالة لهؤلاء الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب.. كما يقول المثل؟!
أتمني..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف