المساء
خيرية البشلاوى
رنات- لا سياحة ولا فنادق سيادة العميد!!
ذهبت إلي كلية السياحة والفنادق جامعة حلوان الموجودة في حي المنيل لاستخراج شهادة لابني الذي تخرج فيها عام 1992 الحمد لله لم يكن الأمر صعباً فالموظفة المسئولة عن شئون الخريجين سيدة بشوشة تعاونت بقدر كبير من التهذيب والمرونة.
الصعب والمؤلم فعلاً ما لمسته عند دخولي المبني فقد هالني هذا التراجع الذي أصاب كلية يفترض للالتحاق بها الأناقة والتحضر وإجادة اللغات وقبل هذا وذاك الحرص علي النظافة كما ينبغي أن تكون في مجال السياحة والفنادق.
صحيح ان "الفوضي" بمظاهرها المختلفة تتجذر وتتسيد منذ حقب طويلة وما أصاب المؤسسات العلمية والطبية والتعليمية لافت ومحزن ودال علي غياب أشياء كثيرة جوهرية وأساسية أهمها التقاليد الخاصة المرتبطة بهذه المؤسسات والإجلال لمعني التربية والتعليم وقدسية المعلم ولكن يتضاعف الشعور بالاستياء وأنت داخل كلية يتطلع طلابها إلي الاشتغال في السياحة وإدارة الفنادق ويصل الاستياء إلي حد الصدمة فعلاً حين تدخل دورات المياه.
ولن أستطيع أن أصف ما رأيته حتي لا يتضرر القارئ أو يعتقد انني أبالغ. فكل ما يخطر علي البال من "فضلات" و"مخلفات الآنسات" أو "الإناث" عموما حاضر ونافذ للعين والأنف. فضلاً عن حالة "الخراب" الحاصل لأدوات السباكة وبالذات جهاز "الطرد" الذي لا يعمل وربما لا يستخدم "!!!".
وبقرف شديد سألت واحدة من الطالبات وقفت تعدل من مكياجها أمام المرآة التي نالها ما نال المكان من عدم نظافة! كيف تقبلين هذا الحال؟؟ ثم سألت عن عاملة النظافة وحين لم أجدها سألت عن المسئول وسمعت منه ما لا يمكن أن أتوقعه من طالبات يدرسن في كلية اسمها "السياحة والفنادق"!!
وفي المرة الثانية وأنا أتسلم الشهادة المطلوبة.. حكت لي عاملة النظافة وهي سيدة عجوز تكافح من أجل لقمة العيش تفاصيل يصعب سردها.. أبسطها انه حتي الأشياء شديدة الخصوصية ملقاة وبفعل المياه المتسربة تتحول إلي شيء لا يصح وصفه!!
تركتها تحكي وكان ذلك في حضرة الموظفة التي تعاملت معها أول مرة والتي أقرت بما تقوله السيدة وأضافت انها أحيانا لا تستطيع الوضوء داخل دورة المياه "!!" وبعد أن أنهت كلامها استدعيت من الذاكرة نموذج الدكتور هاشم فؤاد استاذ جراحة الأذن والحنجرة والذي تولي عمادة كلية طب قصر العيني في الفترة من "1979 - 1987".. وكيف استطاع هذا الأستاذ أن يعيد في فترة عمادته لمبني الكلية ومستشفيات القصر العيني انضباطه واحترامه وجلاله الذي يليق به كصرح طبي علمي يتردد عليه يومياً الآلاف من المرضي في القاهرة والقادمين من خارجها.
وكلنا نعرف ما آل إليه قصر العيني وكيف كان هذا الاستاذ الراحل الجليل مهابا ومحترما والآن لا أتصور ان أحدا من تلامذته وقد أصبحوا أساتذة كباراً يستطيع أن ينكر الدرس العملي الذي قدمه هاشم فؤاد في الفترة الزاهية التي تولي فيها إدارة المبني اللصيق بمبني كلية "السياحة والفنادق" "!!" وأعني درس في معني "الإدارة" وأهمية أن يكون المدير المسئول حازما وقاسيا إذا استدعي الأمر حتي لا يصل التدهور إلي ما وصلنا إليه الآن رحم الله "الأستاذ".. ان "العميد" مثل المايسترو يدير الفريق داخل المؤسسة العلمية بكفاءة وانضباط فما بالك لو كان عميداً لكلية السياحة بما تعنيه وتفرضه علي العاملين بها وللفنادق وما يوحي به الاسم من أناقة وانضباط ولمعان وخدمة تحقق الراحة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف