المساء
أحمد سليمان
في حب مصر- رئاسة مصر لمجلس الأمن هل تحل القضايا العالقة؟
عندما تتولي مصر رئاسة مجلس الأمن في مايو المقبل بوصفها عضواً غير دائم تنتهي عضويتها به مع نهاية ديسمبر 2017 هل يمكنها إثارة القضايا المسكوت عنها والعالقة والموقوفة بفعل فاعل وتمثل أسباباً مباشرة لنشر الإرهاب وتأثيره الخطير علي الدول العربية والأفريقية والأوروبية والآسيوية والأمريكية؟ وأيضاً القضايا السياسية والتنموية لدول العالم الثالث؟
رئاسة مصر للمجلس لا تعطيها الحق في إثارة قضايا بعينها إلا وفقاً للإجراءات المتبعة من تقديم طلب جماعي لمناقشة القضية المطلوبة سواء من المجموعة العربية أو الأفريقية بالمجلس ووقتها يتم إدراجها علي جدول الأعمال لجلسة من الجلسات أو حتي طلب عقد جلسة طارئة أو عاجلة بشأنها ولكن:
ــ لماذا لا تعد مصر العدة لطرح عدة قضايا لن تكون الفرصة متاحة لمناقشتها إلا في حالة رئاسة مصر للمجلس؟
ــ لماذا لا يتم عمل حشد عربي وأفريقي لمناقشة مسألة تسليح الجيش الليبي الرسمي للدولة حتي يستطيع مواجهة تنظيم داعش الإرهابي الذي بدأ يستوطن عدة مدن ليبية رئيسية مثل سرت وبنغازي ودرنة وغيرها؟
ــ لماذا لا يتم تكوين الحشد نفسه لطرح قضية الأزمة السورية وفرض وقف إطلاق النار علي الأرض بين جميع الأطراف؟ فعلي الرغم من صعوبة ذلك إلا أن الحقائق واضحة للجميع ومعروف من يدعم من ولماذا. وليس إرسال الولايات المتحدة الأمريكية 250 جندياً من مشاة البحرية إلي سوريا إلا خطوة في اتجاه تغليب طرف علي طرف بعدما استعاد الجيش السوري مساحات كبيرة من الأراضي التي كانت قد استولت عليها عناصر داعش وغيرها من التنظيمات التي تحارب الجيش الرسمي للدولة الذي أوشك علي استعادة الرقة ودير الزور أشهر منطقتين تقعان تحت السيطرة الداعشية بدعم من تركيا وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل وغيرها من دول يهمها بالمقام الأول إزاحة الرئيس بشار الأسد وتفكيك الجيش السوري.
الممارسات غير الإنسانية علي أرض الواقع من الجانبين المتحاربين في سوريا تستدعي التحرك بقوة في مجلس الأمن للتوصل إلي صيغة يتم الاتفاق عليها بهدف حماية من تبقي من الشعب السوري علي أرض سوريا وتوصيل المساعدات الإنسانية إليهم ومنع تكرار قصف مستشفيات بمن فيها من مرضي ومصابين.
ــ استقبال المهاجرين السوريين بالدول الأوروبية والعربية ومنحهم فرصة الإقامة والعمل أصبح واجباً علي دول العالم. وتعتبر هذه القضية ملحة للنقاش بمجلس الأمن لحسمها بدلاً من تركها لكل دولة تتعامل معها حسب الهوي والمصالح.
ــ أيضا يمكن لمصر طرح مشروعها القديم الجديد والخاص بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية. فإذا لم تستطع الوصول بهذا المشروع إلي مرحلة نهائية لطرحه كمشروع قانون فإنها علي الأقل يكفيها أنها طرحته للنقاش في مجلس الأمن.
ــ التنمية المستدامة في القارة الأفريقية يجب أن تكون في مقدمة قضايا الأجندة المصرية المطروحة للنقاش ودور الدول المتقدمة فيها من حيث تقديم الدعم المادي واللوجيستي والمعنوي للارتقاء بالقارة السمراء وانقاذها من الفقر والمرض والجهل وهو الثلاثي المدمر الذي يمثل عوامل جذب مهمة للإرهاب في العالم.
ــ فكرة إقامة مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب أصبحت ملحة الآن وستلقي الآذان الصاغية من جميع الدول وأيضاً الدعم المادي خاصة أن البقاع التي تتمركز فيها التنظيمات الإرهابية معروفة ويمكن بمساعدات مادية لدول بعينها استئصال تلك التنظيمات وإراحة العالم من شرورها.
طرح مصر لهذه القضايا المهمة وغيرها التي تشغل بال الدول الفقيرة وغير القادرة علي توصيل صوتها إلي مجلس الأمن ستجعل مصر تستعيد ما تبقي من مكانتها التي أهدرت في السابق علي أيدي جماعة من الخونة الذين مازالوا لا يريدون الخير لمصر وشعبها الذي أطاح بهم وجعلهم مجرد ذكري سيئة وعلامة سوداء في تاريخ البشرية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف