دائماً أشجع التجارب الرياضية الناجحة. وأتفاعل معها. وأتمني نجاحها في كل اللعبات. لذلك تعاطفت مثلاً مع تجربة سموحة في موسم 2013-2014 عندما قفز هذا الفريق المجهول وبقيادة فنية محلية لحمادة صدقي إلي مقاعد الكبار ووصل للمباراة الفاصلة علي الدوري أمام الأهلي ووصل إلي نهائي الكأس أمام الزمالك.. بل وكنت أتمني أن يتوج الفريق باللقبين.. وكان جديراً بهما.. علي حساب الكبيرين. حتي يكتمل نجاح التجربة.
وهذا الموسم تعاطفت جداً مع تجربة فريق طلائع الجيش لكرة الطائرة الذي كان دولاب إنجازاته خالياً تماماً من الألقاب ولكنه بإدارة فنية بقيادة شريف الشمرلي. وكتيبة من المناضلين في الجهاز الفني والإداري سطروا هذا الموسم مجداً كبيراً وحصدوا بطولة أفريقيا من كل كبار القارة. والدوري من الغريمين الأهلي والزمالك قبل وصوله أيضاً إلي نهائي الكأس لتكتمل نجاحات التجربة بهذه الإنجازات.
وفي الموسم الماضي تفاعلت مع تجربة نادي الزمالك لكرة القدم. عندما حشد فريقاً متكاملاً يضم نجوماً في كل الخطوط ودكة بدلاء نارية لا تقل عن الأساسيين وكللت التجربة بالنجاح بفوز الفريق بالدوري بعد غياب 12 عاماً. وأضاف لها بطولة الكأس بعد الفوز علي المنافس التقليدي الأهلي في مباراة نهائية بديعة.
كنت أظن أن التجربة ستستمر. ويكون فريق الزمالك فرس الرهان للكرة المصرية لفترة طويلة قادمة بتشكيلة رائعة وأداء متميز ومقنع. ولكن للأسف لم تستمر التجربة سوي لشهور قليلة وقتلت بأيدي المسئولين في الزمالك أنفسهم. وفقد نظرياً. وربما عملياً أيضاً بطولة الدوري.
الإدارة اختارت أن تدمر التجربة والإنجاز سريعاً. فأطاحت بأحد العناصر الأساسية للإنجاز وهو المدير الفني البرتغالي فيريرا. الذي كان الرجل القادر علي التعامل مع فريق مدجج بالنجوم.
لم يكن هناك أي مدير فني يملك أقل قدر من الكرامة يوافق علي التدخل السافر من رئيس النادي في وضع التشكيل. وحتي التغييرات التي تفرض عليه عن طريق مرسال المقصورة الذي يذهب إليه بتعليمات صريحة. وواضحة.. إن التغيير الآن جبري بخروج فلان ونزول فلان!!
رحل فيريرا كما توقع كل من حوله. بعد الأسبوع الرابع. ولكن لم أكن أتخيل أن يستمر طوفان المدربين بعد فيريرا ليصل إلي 6 أجهزة. والقادم هو السابع. فيأتي محمد صلاح الذي تحول إلي المحلل بين كل جهازين فنيين. وهو يقبل هذا الدور. ثم جاء البرازيلي باكيتا قبل أن يرحل حتي قبل أن يتعرف علي ملامح اللاعبين. ثم جاء ميدو بجهازه الذي قال عنه الرئيس إنه جهاز زملكاوي حتي النخاع. ولكنه رحل وأعقب رحيله سيناريو متكامل من التطاول والنزاع بين الطرفين. وجاء محمد صلاح محللاً مرة أخري. حتي قدوم ماكليش. الذي يستعد لحزم حقائبه الآن. ولكن بعد أن يضمن الشرط الجزائي المقدر بـ180 ألف دولار. أي نحو 2 مليون جنيه!!
الأزمة أن الزمالك الآن لم يعد فريقاً مقبولاً من أي مدير فني لديه الشخصية والكرامة والقدرة التدريبية لأنه يعلم تماماً أنه سيرحل بعد أسابيع قليلة لنفس الأسباب التي أطاحت بسابقيه.
لم يعد للزمالك الآن سوي عدد قليل من أبنائه الذين لا يستطيعون قول كلمة "لا" لبيتهم الزمالك. ولكن إلي متي؟!.. إلي أن ضاع وسقط الزمالك.