سطور اليوم يجب أن تبدأ بتهنئة بأعياد ابناء مصر من المسيحيين وتمنيات ودعاء للخالق عز وجل أن تكون مصر بكل ابنائها محفوظة دائما ومنصورة علي المخطط والمدبر لها وما يشارك لبعض من ينتمون إلي هذا الوطن ظلما وكرها في إيقاعها وأعياد وطنية عظيمة أعجزني قهر مرضى عن تهنئة خير أجناد الأرض وكل من شاركهم من ابناء هذا الجزء العزيز والمقدس من أرضنا في تحريرها ـ أعياد استرداد سيناء ـ التي حاول البعض أن يطفيء شموس ومعاني هذا النصر العزيز علي العدو الصهيوني وبدلا من جعلها مصدرا للعزة والقوة والطاقة الايجابية للمشاركة في كل ما يدور في مصر الآن من طموحات ومشروعات للبناء والتنمية وتخفيف آثار وكوارث عشرات السنين من الفساد والافساد والتدمير والتجريف .. يحاول أن ينشر بين المصريين الشكوك والتهوين والتقليل من قيمة كل ما يحدث في بلدهم.. كنت وسأظل أؤمن أن الرصيد الشعبي الحامي والملايين من حفاظ الحياة والذين تحملوا دائما الأقسي والأصعب ـ لن يستطيع أحد أن يهزم صلابتهم وإيمانهم بضرورة الوقوف وراء بلدهم ووعيهم بالمعلن والمخبوء من تحديات ومخططات خارجية وداخلية .
> حجم الإنجازات والطموحات التي تحدث الآن هي نفسها التي تفرض إجراءات نجدة وإسعافات عاجلة ـ لا أبالغ إذا قلت انها الدعوة التي لم تغب عن خطاب واحد من خطابات الرئيس وعن تكليفاته للحكومة ودعوة قواتنا المسلحة للمشاركة فيها لدعم الصمود الاسطوري للجموع الغالبة والمغلوب واستعصائهم علي المحاولات الشيطانية للتشكيك والتهوين والتيئيس والمسارعة بسياسات وإجراءات تبدأ اليوم قبل غد لانفاذ ما أعلنته الحكومة في برنامجها حتي نهاية العام المالي 2017/ 2018 من تطوير شبكات الأمان الاجتماعي ومد مظلات الحماية للفئات الفقيرة والضعيفة والمتوسطة التي توسعت لتشمل أغلب المصريين وتعزيز مستويات معيشتهم وتطوير الخدمات.
> أولي أولويات الحكومة يجب أن تكون تعزيز وتخفيف أعباء الحياة عن الجموع التي تمثل أرصدة الحماية الحقيقية لهذا الوطن ـ وفي 25 ابريل افشلوا مخطط جماعات وقوي أرادت أن تحول قضية جزيرتي تيران وصنافير إلي حصان طروادة الذي يحققون به ما فشلوا فيه منذ أنهي عشرات الملايين من المصريين اختطاف جماعة الإخوان لثورتهم في 30/6.. ولم أصدق أن ينخدع بدعواتهم شباب صادق في غيرته المقدسة علي أرضه ـ هذا الشباب الذي يجب أن نعرف كيف نصل إليه عبر جسور المصارحات والمشاركات في كل ما يحدث في بلدهم وعرض الحقائق وألا نسمح بأن يتحول هذا الغضب إلي ثغرات ينفذ إليهم منها الكارهون والراغبون في تحويل مصر ـ كما قالوا في يوم من الأيام إلي بركة دماء بحجم وطن!! لا أصدق أن بين هذا الشباب وبعض القوي السياسية من يطاوعهم ضميرهم الوطني أن يضعوا ايديهم في ايدي جماعات لم يتوقف سعيها المؤسف لحرق هذا الوطن واستعداء العالم عليه ونشر الأكاذيب والإدعاءات واستغلال ظروفه الصعبة والتحديات التي تواجهه والمخططات الآثمة المدبرة دوليا واقليميا لمزيد من اشعال النار ونشر الاضطرابات والفتن.. في نفس الوقت الذي يجب فيه علي جميع الأجهزة المسئولة أن تمارس سياسات حكيمة وتتعامل برشد مع شباب، كما لم نحسن عرض قضية الجزيرتين عليه، فشلنا في وصلهم وإشراكهم في كثير من الأحداث المهمة التي تحدث ببلدهم والإنجازات التي تحدث فيه وفي جعلهم شركاء فيه ولم نوفق في فهم كيف غيرت الزلازل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي حدثت منذ 25 يناير 2011 بل وما قبلها وما بعدها في مكوناتهم الفكرية والروحية والإنسانية.
> في أعياد سيناء أفشل حفاظ الحياة وأرصدة أمنها وحمايتها من جموع المصريين ما أعد وخطط لاستكمال ما توهمت الجماعة أنها حققته ـ أظن أنه تقرير لسي.إن.إن أن الجماعة حققت مكاسب كثيرة فيما اطلقوا عليه جمعة الأرض ـ وانهم عادوا لاسترداد الأرض وعاد صوتهم يرتفع ويوحدون صفوفهم مع قوي معارضة أخري!!
وجاء الرد واضحا وقاطعا من الأرصدة الشعبية الحامية لهذا الوطن في أعياد وتجليات انتصارات جيشنا، حيث جاءت الذكري لتطرح نقطة إضاءة مهمة حول ما يثار عن جزيرتي صنافير وتيران وأنه ليس بين هؤلاء الأبطال الذين اختلطت دماؤهم الزكية برمال سيناء ومياه القناة من يفرط في حبة رمال واحدة من أرضه.. أيضا جاءت احتفالات سيناء التي كانت هذا العام بمذاق وزهوة التعمير والبناء لتفرض تساؤلا مهما ـ هل تعرف أجيال الشباب حقيقة ما يدور علي أرض بلدهم من زراعة لفرص الحياة والأمل والمستقبل وهل أقمنا جسورا قوية تربطهم بالإنجازات التي تتم في هذا الوسع من أرضهم الذي يقف علي حدوده عدو متوحش وبالوكالة تعمل وتدمر وتخرب أدواته وجماعاته الإرهابية.. وكيف تتم محاولات جادة لمحو خطايا عشرات السنين من التقصير بحق ابناء سيناء.. أو في الحقيقة بحق مصر كلها.. جدية البناء والتعمير لا يقل عنها أهمية احترام وتوفير جميع وسائل إمكانات مشاركة هذه الأجيال الشابة وبالأمانة أقول أنها رغبة مؤكدة من دولة 30/6 تقصر عنها وتقصر فيها كثير من الممارسات التي تتم علي الأرض ـ والتي ارجو أن يستكمل نجاح الظهير والرصيد الشعبي في إفشال تحويل ذكري النصر واستعادة سيناء إلي تفجير لقلب مصر ـ أن يكتمل هذا الإنجاز الشعبي العظيم بسياسات وممارسات تمنع اساءة الفهم والتعامل مع غضب وطني مشروع لمجموعات من الشباب، والتحقيق فيما يثار عن تجاوزات وتأكيد حدوث تغييرات جوهرية تطمئن وتثبت ثقة المواطنين وتعالج بحكمة جميع دواعي الغضب وتوقف ما يشوه ويطمس إنجازات ونجاحات تستحق الاشادة.
> فعلي سبيل المثال لفتني ما أعلنه اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية في الاحتفال بعبور مياه النيل عبر سحارة سرابيوم إلي ترعة السلام قبل أيام قليلة من احتفالات أعياد 25 ابريل كمرحلة أولي من مشروع يستهدف ضخ 3.6 مليون متر مكعب من مياه النيل إلي سيناء لزراعة 300 ألف فدان بينما تستهدف المرحلة الثانية ضخ 1.2 مليون متر مكعب من المياه ـ وأن مشروع سحارة سرابيوم من أصعب المشروعات الهندسية لعوامل كثيرة منها أن حوائط السحارة استخدمت فيها أكبر ماكينة حفر رأسي في العالم للوصول إلي العمق المطلوب ـ وأن فريقا من الغطاسين عمل تحت عمق 45 مترا للوصول إلي المنسوب المطلوب لدق القواعد المسلحة لتثبيت 4 بيارات ومغالبة الضغوط الناتجة عن العمق والوصول للعمق المطلوب وهو 120 مترا طوليا.
> وأنا أكتب الدعوة الأساسية التي تحملها هذه السطور لدعم وحماية أرصدة مصر الذهبية من جموعها وملايينها من حفاظ الحياة الذين يواصلون التصدي لاسقاط مخططات الغدر والكراهية منذ فجر تاريخهم وحتي خرجوا ليستعيدوا ثورتهم في 30/6 ـ أسعدني أن أجد الرئيس في خطابه المهم بمناسبة عيد العمال يؤكد أن هذه الدعوة كانت وستظل محورا أساسيا لمطالباته وتوجيهاته للحكومة ولمؤسسات الدولة لتنفيذ سياسات عاجلة للمسارعة بفروض الإنقاذ والتخفيف فبعد ما تناوله الخطاب من إجراءات لإعادة الحياة للمصانع المتوقفة وبناء قاعدة صناعية قوية تستثمر وتحترم القاعدة العريضة من العمال والمنتجات المصرية.. وبنفس الأهمية كانت الدعوة لدعم أرصدة مصر الذهبية من جموع وملايين المصريين من حفاظ الحياة وتخفيف معاناتهم وصوت كرامتهم وحدد مجموعة عاجلة من الإجراءات في مقدمتها محاربة الغلاء والفساد ولعل الظروف والتحديات والضغوط والصمود البطولي لهذه الأرصدة الشعبية التي لن تنفد أبدا واستعدادها لأن تقدم لبلدها كل ما تستطيع وما لا تستطيع لعلها تجعل الحكومة وسائر مؤسسات الدولة تدرك أن التنفيذ يجب أن يبدأ اليوم وليس غدا.