المساء
خيرية البشلاوى
رنات .. متاهة
سؤال غريب أعجزني.. فمن يملك الإجابة؟؟
هل الإعلام المهيمن. المتجبر. المسيطر. المتكيف المتربص. المتوحش.. كلي الوجود.. نعمة أم نقمة؟؟!
سؤال آخر.. هل هذا السيل المنهمر من فضاء الكون أداة تنويرمعرفة؟ أم تضليل؟ وتتويه؟؟ تعتيم؟ أو إرشاد؟ إسعاد أم إتعاس "من تعاسة"؟؟
مكتئبة أنا وشقية هذا أكيد!! فهل أقذف "بالريموت".. وأخرج من هذه "المتاهة" بينما الأحداث الفاجعة تتسارع علي مستوي الأفراد والمدن والدول وعبر المحيطات وفي أعماق الوديان ووسط كهوف الجبال!! فهل تخيلت الصورة من زواياها التي لا تُعد ولا تحُصي.. وهل مُدرك أنت أنك وتلدك في المركز من هذا كله!!؟؟
الأحداث دامية فاجعة وعشرات التقارير. عفواً الآلاف من التقارير تبث حولها ولا نصل للحقيقة!!
الآلاف الصور تبثها مئات القنوات من الشرق والغرب والشمال والجنوب ولا تصل إلي يقين!! هل هذه الصورة مزيفة. مفبركة. فوتو شوب. هل لأحداث أخري في أماكن أخري غير المشار إليها؟!
الشيء الوحيد المؤكد ان هناك الآلاف القتلي.. المحروقين. والمنسحقين باجسادهم تحت ثقل جدران المباني المتهدمة وآلاف الجنود المجهولين إرهابيين ومقاتلين شرعيين وتكفيريين يرفعون لواء الدين!!
وبعيداً عن الأماكن المشتعلة والوديان والجبال المسكونة بشياطين التكفيريين.. ها هو شاب ليس له في التور ولا الطحين طالب تخرج لتوه في الجامعة يسكن في مدينة من العالم الأول وليس الثالث وجدوه محروقاً. وقامت الدنيا في بلده ولم تقعد لمعرفة من حرقه.. وخرجت تقارير ولا تقرير يشبه الآخر. ولا واحد يضع النقاط علي الحروف حتي الأجهزة صاحبة الباع والسمعة والقوة الباطشة تقف عاجزة.. فمن قتله؟؟ وبعد هذا الشاب وقبله سقط آخرون اغتيلوا ودفنوا ومازال القاتل مجهولاً.
آخر الحواديت التي ينفطر لها القلب. قصة حلب المدينة السورية وما تشهده من دمار وقتلي وإبادة لسكانها.. هل ينبئنا أحد بالحقيقة؟؟ ومن هم أطراف الصراع. ومن الجاني؟.. الصور التي تبثها وسائل الإعلام ليست أصلية هكذا يقول البعض وانها منقولة من صراعات سابقة!! أين صور الأحداث الجارية بالفعل الآن وليس زمان؟ التقارير يكذب بعضها بعضاً.. والأخبار المنهمرة متناقضة.. ومتضاربة وكذلك الصور!!
منذ أيام ونحن نتابع الاحتفالات في عيد تحرير سيناء وكثير منا شارك فيها وكان شاهد عيان علي بعض المواقع التي جرت فيها ومع ذلك جاءت صور "العربية" والـ "بي بي سي" تؤكد عكسها وتنشر صور المعارضين في مسيرات حاشدة المطلوب ان تشك في نفسك وان تكذب عينك وان تراجع ذاكرتك باختصار: تتوه!!
نحن أمام "متاهة" فعلاً..
هل تحترق حلب؟؟ هل يواجه السكان هناك "هولوكست" علي ايدي نازية النظام السوري؟؟
وهل تستجيب لحملات الغضب علي مواقع التواصل الاجتماعي؟ وهل ونحن نتابع الهجوم الكاسح علي هذه المواقع علينا ان ندرك انها من فعل لجان الإخوان ومن ثم علينا ان نشن هجوماً مضاداً..؟؟ أم هل نكتفي بالدعاء "اللهم ارفع البلاء" والأطفال والشيوخ والنساء يصرخون طلباً للنجدة ولا مغيث"!!"
انها متاهة حقيقية فعلاً تأخذ العقل وتخترق أماكن في القلب وتهز الضمير.
آخر ما سقطت عليه عيني تغريدة لبوتين رئيس روسيا "سوريا لن تسقط في يد التكفيريين.. ولن نسمح لكم ان تزيحوا أسداً لكي تضعوا مكانه قرداً.
** الأسد والقرد علي ناصية واحدة فمن يخلص مَن مِن مَن؟!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف