المساء
مؤمن الهباء
شهادة .. صدمة حلب
وقف العالم مصدوماً مبهوتاً. أمام مناظر الخراب والدمار التي أحدثها سفاح سوريا بشار الأسد في مدينة حلب علي مدي الأيام الستة الماضية. مما أدي إلي كارثة إنسانية رهيبة.. الغارات التي نفذتها طائرات بشار والطائرات الروسية المساعدة. استهدفت المستشفيات والمدارس والمساجد ومراكز الإيواء والصليب الأحمر بالقنابل الفراغية. والبراميل المتفجرة.. وكانت النتيجة مقتل أكثر من 200 شخص.. تفحمت معظم الأجساد من جراء القنابل الحارقة والمتفجرات المحرمة دولياً.. وتدمير أحياء سكنية بالكامل.
طبيب الأطفال الوحيد في مستشفي حلب. الذي تدعمه جماعة "أطباء بلا حدود". والصليب الأحمر الدولية. قُتل.. ودفع القصف الجوي العنيف المجلس المحلي إلي تعليق صلاة الجمعة الماضية. وقال في بيانه: إن القصف الروسي للمجمعات المدنية من أسواق ومدارس يدفعنا إلي اتخاذ كافة الإجراءات للحفاظ علي النفس البشرية في مواجهة الحملة الدموية الأفظع التي يشنها أعداء الإنسانية والدين علي محافظة حلب.. ونظراً لخطر ذلك علي المصلين المجتمعين. فإن المجلس المحلي الشرعي يوصي لأول مرة القائمين علي المساجد بتعليق فريضة صلاة الجمعة. وإقامة صلاة الظهر عوضاً عنها.
وتتناقل وسائل التواصل الاجتماعي صوراً مفزعة للأجساد المحترقة. والبيوت التي تتهاوي تحت القصف الجوي.. وتعلو أصوات المنظمات المدنية التي تطالب بمحاكمة سفاح سوريا بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.. بينما الحكومات تلتزم الصمت.. أو تكتفي ببيانات الشجب والإدانة.. وهي بيانات هزيلة اعتاد عليها النظام الفاسد المستبد. ولم يعد يقيم لها وزناً.
الغريب أن بشار ومؤيديه الروس مازالوا يتحدثون بلغة فاجرة عن الشرعية والنظام الشرعي.. بعد كل الجرائم التي ارتكبوها ضد الشعب السوري.. والخراب الذي أحدثوه بأيديهم.. والسبب في ذلك يرجع إلي تواطؤ العالم في هذه الجريمة البشعة مع السفاح الذي يقتل شعبه.. بالإضافة إلي العجز العربي الواضح.
المنظمات الدولية تكتفي بالفرجة والبيانات المائعة.. والدول الكبري متواطئة.. والعرب عاجزون ومنقسمون.. وليست لديهم إرادة واضحة أو مقدرة لإنقاذ شعب شقيق من بين يدي جلاده.. والجامعة العربية أثبتت للمرة الألف أنها مجرد خيال مآتة.. لا قدرة لها علي اتخاذ موقف موحد. وإعلانه.
أما روسيا فإنها واضحة جداً ومتسقة مع نفسها.. هي تدافع عن رجلها في المنطقة بكل ما أوتيت من قوة.. الرجل الذي أعطاها قاعدة بحرية علي الشاطئ المتوسط. وقاعدة حربية جوية.. وجعل لها موطئ قدم راسخ في الشرق الأوسط. وقد أعلنت أنها غير مستعدة للتضحية بمصالحها لأي سبب من الأسباب.
أما أمريكا وحلفاؤها الغربيون. فهم بلا شك وكما كشفت الأحداث المتتابعة. متواطئون. صامتون.. وقد وجدوا في هذا التواطؤ الصامت خدمة للاستراتيجية الإسرائيلية. التي تري أن تدمير سوريا ــ بعد تدمير العراق ــ في مصلحتها بالكامل.. حتي لا تقوم للسوريين قائمة بعد اليوم. ويخرجون من أي حسابات ومعادلات استراتيجية في أي مواجهة قادمة علي الأقل خلال الخمسين عاماً المقبلة.
لهذه الأسباب طالت معاناة سوريا. وستطول حتي يأذن الله للشعب الشقيق بالنصر المبين.. ويبني بلده من جديد.. ويجعل الله بعد عُسري يُسراً.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف