عصام العبيدى
إشراقات.. أنا.. وطشة الملوخية!
منذ فترة من الزمن.. شاهدت برنامجًا تليفزيونيًا.. وكان ضيفه على الهواء اللواء فؤاد علام الخبير الأمنى المعروف.. وعلى الطرف الآخر من اللقاء.. محام شهير اشتهر بأنه محامى الجماعات الإسلامية.. وفى هذا اللقاء كشف الخبير الأمنى.. ورجل أمن الدولة العتيد.. أنه قام بتجنيد المحامى - الذى معه فى نفس الحلقة - ليبلغ الأمن بكل تحركات وخطط الجماعة الإسلامية فى أواخر الثمانينات.. وبداية التسعينات.
< ولما سأله المذيع الشهير.. عن الثمن الذى تقاضاه هذا المحامى.. نظير هذا العمل؟!
- أجاب علام بكل ثقة أن الثمن، كان «صينية بسبوسة»!!
وكشف رجل أمن الدولة أنهم عرفوا أن «نقطة ضعف» المحامى الوحيدة عشقه اللامحدود للـ«بسبوسة بالقشطة» والغارقة فى السمن البلدى.. فاستغلوا ذلك الضعف الإنسانى فيه.. ليحصلوا من خلال صينية البسبوسة.. على كل خفايا وأسرار الجماعات الإسلامية!!
< أظن كل الناس استغربت كلام الخبير الأمنى.. وربما مالوا لتصديق نفى المحامى الشهير للواقعة.. إلا جنابى فأنا -الوحيد- اللى صدق رواية الخبير الأمنى.. لأنى باختصار عندى نفس الداء بتاع المحامى إياه.. ونقطة ضعف مشابهة.. لتلك التى يشكو منها المحامى..ولكن نقطة ضعفى الوحيدة هى عشقى لـ«طبق الملوخية»!!
< وقد بدأ هذا العشق المرضى عندى.. بسبب أمى الله يرحمها.. والتى كانت تتفنن فى طبق الملوخية.. حتى إننى لا أظن أن سيدة أخرى فى العالم يمكن أن تنافسها فيه.. لدرجة أننى من شدة تعلقى بموهبة أمى.. تحولت معى الملوخية من طعام إلى شراب.. أى والله أنا عقب نهاية أكل الملوخية.. أقوم بشرب المتبقى منها.. والغريب أن أولادى ورثوا عنى نفس الداء.. وهو عشق الملوخية وشرابها.. وكأننا يابانيون.. فالشعب اليابانى يتعامل مع الملوخية.. على أنها مشروب زى الشاى والنسكافية!!
< لذلك عندما سمعت كلام الخبير الأمنى.. أسقط فى يدى وتخيلت نفسى فى هذا الوضع.. وأنا موجود بمبنى مباحث أمن الدولة.. وأمامى طبق الملوخية.. وأنا أخُرّ بكل المعلومات اللى عندى.. المشكلة هنا ليست فى أمن الدولة.. فهم فى النهاية مصريون زيى وزيك.. المشكلة الكبرى لو وصلت هذه المعلومة عن نقطة ضعفى لإسرائيل!!
< لذلك أرجوكم.. وأبوس أيديكم كمان استروا علىّ.. بلاش حد يقول لابن الشيطانة ده السفير الإسرائيلى على موضوع عشقى الأبدى للملوخية.. لأن الخبر ده لو وصل لأحفاد القردة والخنازير دول.. فقطعًا سيستخدمون هذا السلاح لإذلالى.. والحصول منى على كل المعلومات.. التى تهدد الأمن القومى!!
< خاصة أن لكل جاسوس لإسرائيل.. نقطة ضعف يدخلون له منها.. يعنى اللى بيحب الستات.. يجيبوله طلبه على الفرازة.. واللى يحب الفلوس يغرقوه فى بحر من الدولارات.. وهكذا حتى يضمنوا ولاءه.. بعد تصويره بالصوت والصورة.. حتى إذا ما رفض التجنيد.. فضحوه فضيحة الأرملة اللعوب!!
< وده بالظبط اللى حصل مع فاروق الفقى خال المدعوق عكاشة.. واللى باع مصر بـ«ليلة حمرا».. مع الجاسوسة هبة.. أو عبلة بطلة الفيلم الشهير الصعود إلى الهاوية.. واللى قالها محمود ياسين عبارته الأشهر فى تاريخ السينما.. «هى دى مصر.. يا عبلة»!!
وكرروا نفس الحكاية مع ابن شقيقته عكاشة.. واللى شعروا برغبته المحمومة فى الزعامة.. فذهب له السفير الإسرائيلى عيانًا بيانًا فى موكب من عشرين عربية.. حتى يتخيل عكاشة.. أنه زعيم يأتى إليه سفراء الدول لخطب وده!!
< المهم أن إسرائيل حتماً هتعرف أن العبد لله.. ليس له فى الليالى الحمراء.. وﻻ الليالى البيضاء.. بعد هذا العمر أعلنا اعتزالنا.. ولم يتبق إلا إقامة ماتش التكريم!!
< كما أنهم سيعرفون أن الفلوس.. مش هى هدفى وﻻ سكتى.. لأنى طول عمرى شحات.. وصادقت الفقر وصادقنى.. وبيننا عشرة عمر.. وما يخون العشرة إلا ابن الحرام.. والحمد لله فأنا ابن حلال مصفى!!
< وكمان ما يهمنيش الجاه وﻻ السلطة.. لأنى قادم من بلد أعلى سلطة بها.. خفير نظامى بسلامته!
< إذن نقطة ضعفى الوحيدة اللى ممكن يستغلها فىّ أى عدو.. او ابن حرام هى طبق الملوخية!!