حديث الناس لا ينقطع عن الدولار، طفلة تطلب من أمها أن تحول مصروفها بالدولار، وطفل لم يتجاوز خمس سنوات يطلب من أبيه دولاراً بدلاً عن الجنيه، وكل بائع لسلعة رفع أسعار ما يبيع بسبب الدولار، وزوجة لا تجد علاج القلب لزوجها بسبب الدولار، وبائعو الأجهزة الكهربائية ينظرون إلى سعر الدولار أولاً قبل القيام ببيع أجهزتهم، ومعارض السيارات رفعت الأسعار بشكل مغالى فيه.
وحديث أكثر خطورة عن أخذ جزء من أموال المودعين فى البنوك، هذا الكلام سمعوه من إعلامى فاشل وجاهل، والغريب أنهم يصدقونه، وغيرها من الأحاديث التى تسمعها فى أى جلسة، وأصبح الكل يفتى فيما لا يعلم، لمجرد أنه سمع كلمتين من هنا أو هناك، ويقوم بنقلهما فى جلسة أخرى، مع إضافة حبة «شطة» حتى تحلو الجلسة، أو تسير فى دفة التوجه السائد للنقاش سواء كان يلعن الدولة وحكامها، أو يثنى على الدولة وحكامها.
وهذا أزمة عامة لما تعانيه مصر من كثرة الكلام وقلة الفعل، ولا يبتعد هذا كثيراً عن الدين، فكثيراً ما يتم الاهتمام بالمظهر دون الجوهر بالعبادات الجسدية دون الروحية، ولا ينعكس ما يفعله العبد فى عبادته الجسدية مع ربه مع تصرفاته وأفعاله.
وتتلخص الأزمة فى الغيبوبة الإعلامية التى تعيشها الحكومة، ورغم إدراك الرئيس أهمية المعلومة بالنسبة للناس، وأهمية أن يخبرهم هو بنفسه عن المعلومة، نجد الدولة بجميع أجهزتها وشركاتها فى حالة غيبوبة إعلامية، وعدم مواجهة الشائعات فى مهدها، وقد كان لمحافظ البنك المركزى السابق هشام رامز باع طويل فى مواجهة الشائعات فى مهدها، بما فيها التى تطلق على شبكات التواصل الاجتماعى، من خلال بيانات صحفية على موقع البنك المركزى خاصة أنه شهد أصعب فترة هى عام الإخوان والثورة عليهم، وما تبعه من حرب إرهابية وشائعات.
اليوم لا يقل أهمية عن هذه الحرب، لهذا نحن فى حاجة إلى صحوة إعلامية، تقضى على الشائعات فى مهدها، وفى حاجة لتظهر قوة الحكومة فى منع الاستغلال ومحاربته، ومعاقبة كل من يستغل ظروف الدولة.