صلاح الحفناوى
التربية والتعليم.. وإدارة الفشل "2"
رحلتنا مع عذاب التربية الغائبة والتعليم المرفوع من الخدمة.. لا تزال مستمرة.. والبداية من تصريحات معالي الوزير الوردية حول التطوير والتحديث والتجربة اليابانية التي أظن أنها ستسقط تحت أقدام مافيا المدارس الخاصة وفوضي المدارس العامة.
قبل أيام اصدر معالي الوزير كتابا دوريا شدد فيه بعد الديباجة القانونية علي مديريات التربية بالمحافظات بالالتزام بالإشراف علي المدارس الخاصة من كل النواحي شأنها شأن المدارس الرسمية بما في ذلك الاشراف علي امتحانات القبول والنقل بها والمناهج والأنشطة.. ولم يوضح لنا معالية الهدف من هذا الاشراف.. إذا كانت المخالفات تتم تحت نظر المسئولين واحيانا بموافقتهم.. حتي ان مدير مجموعة مدارس خاصة رد ساخرا علي أحد أولياء الأمور المحتجين علي الزيادة المنفلتة في المصروفات بما يخالف قرارات الوزارة ويتحدي تهديدات الوزير.. رغم تدني كل الخدمات التربوية والتعليمية في مدارسه.. ان الزيادة تمت الموافقة عليها من قبل الوزارة.
بل ان مجموعة مدارس خاصة يدرس بها الاف التلاميذ والطلاب ورد ذكرها في جميع تقارير الوزارة حول المدارس المخالفة.. وورد اسمها ضمن أسباب احتاجاجات ¢تمرد الامهات¢ ضد فوضي التعليم.. أصبحت تدمر عن عمد عقول طلابها بمدرسين لا علاقة لهم بالتدريس ومناهج شكلية واهمال متعمد لكل المواد العلمية.. وعندما تم ابلاغ مسئول التعليم الخاص بالقاهرة بهذه المخالفات.. أرغي وأزيد وهدد بالثبور وعظائم الأمور رافعا شعار "ابناؤنا خط أحمر ولا صوت يعلو فوق صوت التربية والتعليم".. ولم يفعل سيادته شيئا.. فهل تعتقد يا معالي الوزير انه سيفعل بعد كتابك الدوري.. صدقني لن يفعل لأن مافيا التعليم الخاص التي سيطر علي معظمه الاخوان الظاهرين والمستترين.. أصبحت أقوي من الوزارة ومن الدولة وبالطبع من سعادة مسئول التعليم الخاص بالقاهرة.
هل يعلم معالي الوزير ان لطلاب المدارس الخاصة حقوقا لا تقل عن حقوق طلاب المدارس العامة وأنهم مصريون وليسوا من دولة اخري وان اولياء امورهم الذين عجزوا عن العثور علي مدرسة عامة محترمة تستوعبهم.. وينفقون كل ما يملكون ليتحملوا عن الدولة نفقات تعليم ابنائهم من حقهم ان تشمهلم عناية وزارتكم الموقرة؟.. ربما يعلم ولكن معظم من حوله لا يعلمون ولا يعملون ولا يهتمون ولا يعنيهم سوي الكراسي والحوافز والمناصب.
المدارس الخاصة يا معالي الوزير اصبحت ¢بوتيكات¢ تبيع بضاعة فاسدة بمبالغ طائلة مستغلة حاجة ¢الزبائن¢ وانعدام البدائل.. فأين وزارتك من كل ذلك.. وللحديث بقية إن شاء الله.