الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
الكباري العلوية .. قصة قديمة رائعة
حكاية كوبري الملك سلمان لربط مصر بالسعودية براً ذكرتني بما حدث منذ سنوات طويلة أيام الأخ الجوسقي. محافظاً للإسكندرية. حينما تقدمت شركة يابانية كبري مشهورة لإقامة نفس هذا الكوبري فوق شاطئ الإسكندرية من المنتزه إلي رأس التين. دون عمود واحد علي أي شاطئ. لكي يتحول المرور علي الكورنيش إلي طريقين ذهاباً وإياباً.. ودون المساس بأي من القصرين. وكان من المقرر أن يكون منزلاً وصعود الكوبري من الجهتين بعيدين عن القصرين.. فمن جهة قصر المنتزه هناك جراج القطارات الملكية في ظهر القصر.. ومن جهة قصر رأس التين هناك أرض فضاء.. في ذلك الوقت البعيد.. خلف القصر.. لدرجة أنه كان هناك تفكير في وجود مترو فوق الكوبري!!!
وضاع المشروع دون دراسته. أو حتي قراءته.. مجرد قراءة.. كالعادة خلال الثلاثين عاماً لحكم مبارك!!.. كما ضاع مشروع أضخم ناطحة سحاب حديدية مكان قهوة ماتاتيا في العتبة!!.. لمجرد العناد. رغم أن الفنان فاروق حسني وزير الثقافة كان يفكر في إعادة تطوير ميدان العتبة بهدم سينما أوبرا والجراج العمومي رغم كل ما فيه من محلات!!.. مهما كانت التكاليف وإعادة حديقة الأزبكية إلي سابق عهدها.. بل أدلي فاروق حسني بتصريحات في هذا الشأن خلال عرض مشروع ناطحة السحاب.. وهكذا ضاعت المشروعات الضخمة الخالدة منذ هذه السنوات الطويلة لمجرد الأحقاد. رغم عدم وجود أي صلة مجرد صلة بيننا وبينه أي صلة شخصية أو سياسية!!
* * *
ثم اتضح لي بعد مدة أن حكاية الكباري العلوية موضوع قديم جداً. حينما قضيت إجازة الصيف في جزر كاناريا.. عدة جزر فوق المحيط تربطها كباري علوية طويلة جداً لا تستند علي أي عمود أرضي وعلي ارتفاع عال حتي تستطيع البواخر والناقلات الضخمة أن تسير تحت الكوبري.. وحينما نظرت من فوق الكوبري إلي مياه المحيط السفلي تحت الكوبري. تصورت أنني لو قفزت من الكوبري فلن أصل إلي مياه المحيط قبل 12 ساعة!!!... المسافة طويلة جداً!!.. وتذكرت أن نار جهنم عمقها سبعون خريفاً!!.. أرجو أن تتم مراعاة علو كوبري الملك سلمان من أجل الناقلات الضخمة التي ستعبر البحر الأحمر في طريقها إلي قناة السويس.
وهكذا اتضح أن موضوع الكباري العلوية موضوع قديم جداً وآمن تماماً وفوائده لا حصر لها.. وممكن تنفيذه بدون تكاليف إذا استخدمنا نظام ال BOT فهل نعيد التفكير في كوبري كورنيش الإسكندرية؟!!.. يا ريت.
.. ويا ريت أيضاً..
مد شاطئ المعمورة إلي أبي قير لتخفيف الضغط علي المدينة.. في بداية شاطئ المعمورة كان الذهاب إليه. مجرد الذهاب نزهة. والدخول برسوم.. لماذا لا نتوسع بدلاً من الترعة ذات المياه الراكدة والروائح الكريهة. وأصوات الضفادع؟!.. ما رأي محافظ الإسكندرية؟!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف