شكوى المواطن المطحون، الذى لا يستطيع شراء احتياجاته اليومية أو الحد الأدنى منها، أصبحت شيئا عبثيا ومؤلما لا تحتاج إلى الانتظار، أوالتفكير فى استراتيجيات وخطط تحتاج لوقت قد تنجح أو تفشل كالعادة، وتوجيه الرئيس عبد الفتاح السيسى للحكومة بسرعة مكافحة الغلاء والفساد، يجب أن يترتب عليه إنجاز المراقبة والمتابعة والمحاسبة قبل دخول شهر رمضان، كبداية حقيقية للتنفيذ والاستمرارية طوال العام.
المبالغة فى تحديد أسعار السلع، والارتفاع المستمر فيها، والغلاء المنتشر يرجع كله لفساد الذمم والجهل والطمع فى الكسب غير المشروع، بالإضافة إلى أساليب الغش المتعمدة، وتجارة التصنيع تحت بير السلم التى تستغل حاجة المجتمع إلى سلع رخيصة تناسب دخولهم، فتصيبهم بالأمراض المزمنة وتسرق صحة وأعمار المواطنين، وتزدحم المستشفيات بالأطفال والشباب والشيوخ.
هذه القضية أصبحت كارثة كبيرة تهدد المجتمع وأجياله، وتحتاج إلى تضافر جميع جهود الدولة والحكومة ومجلس النواب والمجتمع أيضا بكل فئاته وشبابه، والعمل الدءوب المستمر للمكافحة والمراقبة وتنفيذ القانون بكل حسم وشدة ليعتبر الفاسدون، مع الوضع فى الاعتبار أن الحالة بلغت من الفساد ما لا يجب السكوت أو الانتظار عليها، لأنها أصبحت تؤثر بشكل مباشر وكبير فى زيادة المعاناة والإحباط لدى المواطن، لعدم قدرته على توفير المتطلبات الأساسية لأسرته.
التصدى للغلاء والفساد، يحتاج من الأجهزة الرقابية أن تعمل على ضبط الفاسدين والضرب بقوة وحسم للتخلص منهم والمحاسبة، وإنزال أشد العقاب بالقانون وأحكام القضاء العادل، ليكونوا عبرة أمام الجميع ومن يحاول أن يسرق قوت الشعب المكافح.