الأهرام
ماهر مقلد
يوسف إدريس فى ذكراه
اسم الدكتور يوسف أدريس قريب إلى النفس، كان عملاقا فى الكتابة بارعا فى لغة السرد الشيق الجميل ،عميق فى طرح الفكرة ببساطة. رسائل علمية مهمة تناولت أدبه فى الجامعات المصرية والعربية. قدم للمكتبة العربية أعمالا رائعة فى مجال القصة القصيرة والرواية منها مجموعته أرخص ليال وجمهورية فرحات ومن الروايات الحرام والعيب و البيضاء وكتب مسرحيات شهيرة منها الفرافير وملك القطن وغيرهم من الأعمال المهمة . تحل ذكرى ميلاده يوم 19 مايو من كل عام فهو من مواليد 1927وتوفى فى1 أغسطس 1991 درس الطب وعملا طبيبا فى بداية حياته لكنه احترف الأدب, وفى مرحلة عمرية قررالعزوف عن الكتابة، وهى قصة نشرت عنها مقالا فى الأهرام منذ سنوات واليوم استشهد بها ايضا .وقتها كان شيخ الكتاب توفيق الحكيم فارسل رسالة مفتوحة له يحثه فيها على معاودة الكتابة بعنوان من توفيق الحكيم إلى يوسف إدريس، توفيق الحكيم يسأل: لماذا سكت صوتك المسموع؟ استهلها بعزيزى الدكتور يوسف إدريس.

أكتب إليك هذا لأسألك سؤالا.. وأكتبه حتى أحدده, وقد ترى فى السؤال تطفلا, وقد يراه آخرون تدخلا.. ولكنى أراه واجبا وهذا الواجب لايفرضه موضعى الرسمى باعتبارى رئيس اتحاد الكتاب.. بل يفرضه ما يصفنى به بعض الأصدقاء من الأدباء من أنى شيخ الكتاب لا بحكم الفضل, بل بحكم السن.

بهذا المعنى أرى من واجبى أن أسأل عن حال أديب مرموق هو يوسف إدريس أراه فى مبنى الأهرام بجسمه ولا أراه على صفحاته بقلمه.. ولاشك أن الآلاف من القراء يشاركوننى فى هذا السؤال.. أين ذهب هذا القلم المطبوع ولماذا سكت هذا الصوت المسموع؟ وفى زماننا الغابر كنت أرى الشيخ سلامة حجازى يقف على خشبة المسرح فى مسرحية شكسبير يصيح أمام جولييت النائمة المخدرة بلحنه الشهير أجولييت ما هذا السكوت؟ وأنا اليوم أصيح بصوت أجش ولحن جهير: أيوسف ما هذا السكوت؟ حركت الرسالة يوسف إدريس فقال: أستاذنا الكبير توفيق الحكيم رسالتك تلك ولو أنها بلا تاريخ ــ فإنها لها قيمة تاريخية عندى وعند أى كاتب فى مصر أو فى العالم العربي.

وبعد، لم أسكت ولن أسكت فالسكوت ليس نوما ولا بتأثير مخدر يضعه كاهن لكاتب, السكوت للكاتب موت محق وإذا كنت أنا قد سكت عن الأهرام أو سكت الأهرام عنى فأسباب السكون عاصفة هوجاء والمسئولية مشتركة، وما ذنب القاريء.

ليت الهيئة المصرية للكتاب تعيد طبع أعماله من جديد .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف