المساء
مؤمن الهباء
شهادة .. محطات للتأمل
* لماذا يسمونه شم النسيم ثم يعكرونه برائحة البصل والفسيخ والعفن؟!
هل نحن فعلا نجيد الاستمتاع بشم النسيم أم نجعل منه اسما علي غير مسمي كعادتنا في أشياء كثيرة؟!.. الحقيقة أننا نحول ذلك اليوم الجميل صاحب الاسم الرقيق إلي زحام وغبار وصخب وشجار وأكوام قمامة حتي لم يعد له من اسمه نصيب.. وغالبا ما ينتهي بنا يوم شم النسيم إلي مراكز السموم أو عيادات الأطباء لنعالج من التلبك المعوي.
كان آباؤنا وأجدادنا في الريف يحرصون علي إيقاظنا مبكرا جدا في هذا اليوم لكي نشم النسيم في الحقول والحدائق وتحت أشجار التوت وعلي شواطئ الترع قبل شروق الشمس.. كانوا يقولون إذا طلعت الشمس فلن تجدوا النسيم.. ومن فاته النسيم فاته خير السنة كلها وجاءته العلل والأمراض.
ماذا حدث لنا؟!.. ولماذا تتدهور أحوالنا وقيمنا وطريقة حياتنا يوما بعد يوم؟!
في شبابنا كنا نسميه عيد الربيع.. وكانت حفلات عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش تتنافس في أن تجعل منه يوما مميزا جدا في السنة.. وكانت الأسر تلتئم لتذهب جماعات إلي الحقول الخضراء فيلعب الأطفال والكبار.. ويستمتعون بالمرح البرئ وتقوي بينهم أواصر المودة والألفة.
يا لضيعة الأيام!!
***
* لم يعد الإرهاب وحده هو الذي يهددنا.. صارت لدينا الآن عصابات للعنف المسلح تخصصت في الخطف وطلب الفدية بملايين الجنيهات.. واستهدفت رجال المال والأعمال.. وهذه كارثة كبري لأنها تعني مباشرة ترهيب المستثمرين وضرب الاقتصاد الوطني في مقتل.
في الأسبوع الماضي اختطف رجل أعمال سعودي وسائقه الخاص بطريق الإسماعيلية - مصر الصحراوي وهو عائد من اجتماع في أحد مصانعه إلي الفيلا التي يملكها في التجمع الخامس.. وعندما قامت النيابة بمعاينة السيارة التي كان يستقلها لم تعثر علي آثار للعنف.. وإنما وجدتها مفتوحة الأبواب ووجدت حافظة النقود الخاصة برجل الأعمال وهاتفه المحمول.. وهو ما يعني أن عملية الاختطاف كانت مرتبة ومخطط لها بدقة ولم يستخدم فيها السلاح.. زجاج السيارة الأمامي فقط هو الذي وجد مهشما.
تبين بعد ذلك أن شريك رجل الأعمال السعودي المصري الجنسية سبق أن تم خطف ابنه منذ 3 سنوات وتم دفع فدية 3 ملايين جنيه نظير إعادته إلي أسرته.
وقبل ذلك قامت عصابة باختطاف نجل رجل أعمال شهير.. فيصل إبراهيم فيصل أمين عام القبائل العربية مدير شركة سياحية.. بمنطقة الصف بالجيزة.. وطلبت فدية 15 مليون جنيه مقابل إطلاق سراحه.. لكنها لم تنتظر قيام الوالد بجمع مبلغ الفدية وقتلت الشاب الذي يبلغ من العمر 18 عاما.. وقد نجحت الشرطة مؤخرا في ضبط عامل وقدمته إلي النيابة بتهمة ارتكاب الجريمة مع آخرين.
وتكررت الجرائم المنظمة من هذا النوع لتضئ أمامنا إشارة حمراء بالخطر الجديد الذي يحدق بنا.. وهو خطر يهدد الامن والاستقرار والاقتصاد.. ويسيء إلي سمعة بلادنا بين الأمم.
***
* يخوفوننا بالملياردير الأمريكي المتعصب دونالد ترامب الذي قد يأتي رئيسا للبيت الأبيض ويكون وبالا علي العرب والمسلمين.. وكأن رؤساء أمريكا جميعا لم يكونوا وبالا علي العرب والمسلمين.. الفرق الذي نراه أن ترامب الأحمق واضح في عنصريته وصريح ومندفع.. بينما الآخرون هادئون ناعمون.. يعطوننا من طرف اللسان حلاوة لكنهم ليسوا أبرياء من العنصرية والكراهية.
المجتمع الأمريكي أساسا قائم علي العنصرية البغيضة التي زادت بحكم التحدي والمواجهة في مناطق كثيرة ملتهبة حاليا.. وأيضا بحكم الانحياز الأمريكي الأعمي لإسرائيل.. لذلك رأينا منهم صورا بشعة للقتل علي الهوية.. والرفض الكامل لكل رمز عربي أو إسلامي مهما صغر شأنه.
قتل ثلاثة إخوة في حرم الجامعة لأن فيهم فتاة محجبة.. وأجبر طالب عراقي علي مغادرة الطائرة. لأنه تحدث باللغة العربية.. وأجبرت أسرة أخري علي عدم صعود الطائرة. لأن فيها سيدة محجبة.. وهكذا.
بصراحة.. نحن لا ننتظر خيرا من أي رئيس أمريكي.. الرهان علينا نحن.. نحن الذين يجب أن نتغير حتي يغير الله - سبحانه وتعالي - ما حل بنا من ضعف وهوان وفرقة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف