الوفد
علاء عريبى
رؤى .. بأقلامنا غيرنا النظام
الذي يجب أن يعلمه جيداً كل مسئول في هذا البلد، الكبير والصغير، أن أقلامنا هي التي أطاحت بالرئيسين حسنى مبارك ومحمد مرسى، إن الصحفيين هم الذين كانوا يواجهون نظام مبارك بأقلامهم، سلطوا الضوء على الفساد، والاستبداد، والقهر، والديكتاتورية، والتعسف، وتوزيع ثروات المواطنين على بطانة النظام، كما كانت هذه الأقلام هي التى تساند المواطن المقهور، والمظلوم، والمحتاج، والعاجز، والمكسور، والمهزوم، والمأزوم.
هذه الأقلام هي التي شحنت الرأي العام ضد النظام الحاكم، كما أنها هي التي هيئت الشباب والمواطنين للخروج إلى الشوارع والمطالبة بتغيير النظام.
ويجب أن يعلم الجميع أيضا أنه ليس صحيحاً أن جهات بعينها، أو أجهزة، سيادية أو غير سيادية، هي التي خلصت البلاد من نظامي مبارك ومرسي، وارتداء البعض ثوب البطولة، وتصدر المشهد، وادعاء تخليص البلاد، هو ادعاء فى غير محله، لأن هذه الجهات في الوقت الذي كنا نتصدى فيه للنظامين، ونطالب بالتغيير، ونرفض التوريث، كانت هي جزءاً من النظام تخدِّم عليه وترفع له الراية، كما أن أقلامنا، التي تنتهكون حرمتها ونقابتها، هي التي دفعت هذه الجهات إلى الانحياز للشعب، ولولا ما قدمته أقلامنا طوال سنوات مضت ضد النظام، ما خرج الشعب، ولا سانده الجيش عندما طلب منه أن يساند.
هذا أولاً، وثانياً: لا أتفق مع من يرددون بأن اقتحام وزارة الداخلية لنقابة الصحفيين هو تصرف أحمق، وأنه صدر من شخصية غير مسئولة وتفتقر إلى الرؤية السياسية، وأن هذه الشخصية تسيء للنظام الحاكم وتشوه صورة البلاد في الخارج، ولست مع ما قيل إن النظام الحاكم، ممثلاً فى الرئاسة والحكومة، لم يكن على علم بقرار اقتحام النقابة، هذا في ظني ضرب من الخيال، ودفن للرؤوس في الرمال.
والحقيقة التي يجب أن نواجهها جميعاً أنه لا أحد فى الحكومة أو في جهاز من أجهزة الدولة، مخابرات أو أمن دولة أو غيرها، يجرؤ على اتخاذ قرار أو فعل أو نفس دون الرجوع إلى النظام الحاكم والحصول على مباركته.
ونقول أيضا إن قرار الاقتحام لم يكن أمنياً المقصود منه القبض على الزميلين تنفيذاً للقانون، فالداخلية قادرة على القبض عليهما، باستدراجهما، أو بالاتصال بالنقيب لتسليمهما للنيابة أو غير ذلك من الحيل الأمنية، كما أن ما نسب للزميلين ليس بالخطورة والعجلة التي تقتحم بسببه نقابة فى حجم وتاريخ نقابة الصحفيين، بل إن الهدف الحقيقي من اقتحام نقابة الصحفيين، هو هدف سياسي، وهو إهانة جميع الصحفيين، والتأكيد لهم أنهم فى متناول يد النظام، وأنه على الجميع أن ينزع ثوب الثوار، وينفض من ذهنه الفكر المعارض، وأن يكف عن تبنى مظالم وانتقادات المواطنين للنظام، وعليهم أن ينسحبوا إلى داخل المقر، وأن يختزلوا عملهم فى تسهيل صرف السلع المدعومة للصحفيين بطرق أيسر بعيدا عن مشاكل البقالين وطوابير المواطنين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف