المساء
محمد فودة
ماذا نريد من نقيب الصحفيين الجديد؟!
كنت أحد أعضاء اللجنة المشرفة علي انتخابات نقابة الصحفيين "من كبار السن" والتي أجريت يوم الجمعة الماضي. وسط مظاهرة حب. وهي مناسبة يلتقي خلالها الاخوة العاملون في بلاط صاحبة الجلالة ممن لا تسمح لهم ظروفهم بالتلاقي الا في مثل هذه الانتخابات.
ورغم الزحام الشديد الذي ضاقت به النقابة علي اتساعها إلا أن الزملاء كالعادة كانوا عند حسن الظن بهم.. الدعاية علي أشدها.. والكل يتسابق للفوز بثقة الناخبين.. الصفوف متراصة أمام اللجان بنظام محكم لا يتعدي أحد منهم علي حق الآخر.. والشباب يسمحون عن طيب خاطر بدخول كبار السن للادلاء بأصواتهم قبلهم.
يضرب المثل بنزاهة الانتخابات وحريتها وشفافيتها علي مستوي مصر كلها بانتخابات الصحفيين.. وشهد بذلك القاضي الذي أشرف علي هذه الانتخابات.. وليس ذلك بغريب علي أصحاب الفكر والقلم.
جرت الانتخابات وأعلن فوز الزميل الأستاذ يحيي قلاش نقيبا للصحفيين لأول مرة بعد أن وهب حياته لخدمة النقابة كأحد أعضاء مجلس الادارة أو كوكيل لها أو سكرتير عام.. وجاء الوقت المناسب ليتوج الزملاء جهده بانتخابه نقيباً.
مشاكل الصحافة في مصر كثيرة وتحتاج لتكاتف الجميع للخروج منها.. وخاصة الصحف القومية المدينة بمئات الملايين من الجنيهات في ظل تراجع الاعلانات خلال الفترات الماضية نتيجة لركود السوق الاقتصادية في مصر الذي أثر علي تدفق الاعلان عن البضائع. وهو الأمر الذي يوفر الفرق بين سعر الصحيفة وتكلفتها الاقتصادية العالية حيث يتم استيراد الورق والأحبار من الخارج بالعملة الصعبة إلي جانب مستلزمات الانتاج الأخري.
وبالرغم من أن الصحف الورقية زادت أسعارها في الفترة الأخيرة إلا أن هذه الزيادة لا تحل مشاكل الصحف.. وبالتالي تجعل مرتبات الصحفيين في أدني الدرجات بالنسبة لباقي العاملين في الدولة "قطاع الحكومة والأعمال العام والقطاع الخاص".
من هنا فاننا نطالب النقيب الجديد بالتواصل مع الدولة لحل مشاكل الصحف القومية والعمل علي زيادة مرتبات الصحفيين ودعم المعاشات ومشروع العلاج الذي تتبناه النقابة.
أقول لنقيب الصحفيين الجديد ـ وهو لاشك عارف بكل هذه المشاكل ـ إن الصحفيين هم الفئة الوحيدة علي مستوي مصر كلها الذين لا يتقاضون معاش النقابة طالما كان يعمل بعد سن الستين.. فهناك الكثيرون من موظفي الحكومة والقطاعات الأخري الذين يتقاضون معاشاتهم وهم يعملون في جهات أخري بعد الستين.
هذا فضلا عن أن الصحفي الذي لا يعمل ويكون من حقه صرف معاش النقابة فإنه يعتبر في حكم الميت.. فترفع عنه جميع الامتيازات ولا يجوز له الادلاء بصوته في الانتخابات ويصبح في حكم "الميت الحي".
الصحف الورقية تواجه تحديا كبيرا في الفترة القادمة بعد أن اتجه معظم القراء للصحف الالكترونية.. ومن هنا لابد من فكر جديد وخلاق للنهوض بتلك الصحف.
أطالب النقيب الجديد الاستاذ يحيي قلاش بضرورة اشراف النقابة علي كل المشروعات للجمعيات الصحفية المنبثقة عنها سواء أكانت للإسكان أو الأراضي الزراعية لأن المشرفين علي هذه الجمعيات لا يقلون شراهة عن غيرهم في الجمعيات الأخري واكتسبوا من ورائها الكثير والكثير جداً.. مبروك للزميل يحيي قلاش.. وشكرا للزميل ضياء رشوان وكل انتخابات وأنتم بخير.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف