أحمد شوقى العطار
عتاب ورفض واستنكار مصرية بعلم سعودى
>>لماذا لم يؤجل مجلس الشورى السعودى جلسة التصويت على قبول اتفاقية «ترسيم الحدود » لما بعد 25 إبريل؟
>>لماذا استهدف الأمن المتظاهرين الرافضين للاتفاقية وغض البصر عن ممارسات
بعض المؤيدين المخالفة للقانون؟
>>هل يصح أن تُعاقَب نقابة الصحفيين بتاريخها وقيمتها بما حدث فى 25إبريل من تعدّ صارخ ومهين؟
لعلها قصدت التعبير عن علاقة الأخوة والروابط التاريخية بيننا وبين السعودية، لذا تجرأت وخالفت القانون الذى ينص على حظر رفع غير العلم الوطنى فى المناسبات العامة، وتسببت فى ضيق شعبى مكتوم ورفعت علم المملكة فى قلب القاهرة، وفى ظروف صعبة تحتاج لتهدئة لا إثارة لتعبر عما بداخلها تجاه شعب المملكة الشقيق.
أليست اعتبارات الأخوة والروابط التاريخية بين البلدين، والتى دفعت امرأة مصرية لحمل العلم السعودى فى يوم عصيب كهذا سببًا كافيًا ليؤجل مجلس الشورى السعودى جلسة التصويت على قبول مشروع اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين المملكة ومصر ليوم واحد فقط بعد أن يمر 25 إبريل؟
ألم يصل إلى أعضاء المجلس أى أخبار حول 25 إبريل الماضى باعتباره اليوم الذى اختاره نشطاء للتظاهر ضد الاتفاقية بالأساس، مع مراعاة الشعور الجمعى للمصريين الذين أصابهم القلق من هذا اليوم بسبب دعوات التظاهر؟
ألم يصل لأعضاء مجلس شيوخ -السياسة- السعودى أى أنباء تفيد أن هذا اليوم قد يكون مرتبكًا فى مصر ومرهق للجميع، من رأس الدولة لأسفلها؟
هل تأجيل الجلسة لما بعد 25 إبريل كان سيسبب أزمة من أى نوع للمجلس ؟
هذا عتاب.
كان يمكن ان يمر يوم 25 ابريل الماضى بوضع افضل بكثير مما حدث، كان يمكن ان يتظاهر المتظاهرون ضد الاتفاقية، ويتظاهر المؤيدون احتفالا بعيد تحرير سيناء وتأييد الاتفاقية فى ان واحد، وان تبقى قوات الامن على الحياد بين المؤيد والمعارض.
كان يمكن ان تتضمن خطة وزارة الداخلية فى 25 ابريل الماضى اساليب اكثر احترافية لحماية المؤيدون والمعارضون معا باعتبارهم جميعا مواطنين مصريين، وحماية منشأت الدولة وممتلكات المواطنين من التخريب والتطاول من اى فرد ينتمى للفصيلين باعتباره دورها الرئيسى، والا تتصدى بعنف لتظاهرات الرافضين وتغض البصر عن تجمعات المؤيدين، وان تتعامل بحزم مع كل من يخرج عن السياق من الجانبين، وان تتحمل الشرطة وافرادها هتافات الرافضون للاتفاقية كما احتملت - واحتملنا – رقصات عدد من المؤيدين ورفع بعضهم لاعلام دول اخرى.
لماذ القت قوات الشرطة القبض على 270 متظاهر جميعهم ينتمى للفصيل الرافض وبدون اتهامات واضحة، ولم تضبط فرد واحد مؤيد رغم ان بعض المؤيدون كانت لهم تجاوزات واضحة وموثقة؟
هل كنا نريد ان يتضمن المشهد الختامى ليوم 25 ابريل رسالة بين السطور تفيد ان الرافضون شياطين مخطئين ابالسة، والمؤيدين ملائكة مطمئنين؟
هل مشهد فاطمة السمراء التى رقصت امام نقابة الصحفيين باسلحة بيضاء يوحى باى حال من الاحوال ان المؤيدون ملائكة وليسوا بشرا ياكلون ويشربون ويسيرون فى الاسواق ولدى بعضهم صحيفة سوابق عامرة بالجرائم ؟
ما الداعى من اتهام كل الرافضين بالخيانة واعتبار كل المؤيدين وطنيين؟
اليس هذا تقسيم وتصنيف بغيض لا مبرر له؟
السنا فى امس الحاجة لتجنب مثل هذه الانقسامات فى الوقت الذى نحذر فيه بعضنا من خطر التفتيت والانقسام والفتن وحروب الجيل الرابع التى ضربت دول محيطة نحمد الله اننا لم نواجه مصيرها؟.
تخيل معى ما قد يشعر به شاب فى العشرون من العمر خرج من منزله حاملا علم مصر ليتظاهر - بسلمية - ضد قرار يراه خاطيء من وجهة نظره فواجه قسوة امنية وقبضة حديدية غير مبررة ووصل الى مسامعه ان احدهم فى الجانب الاخر قام بحمل علم دولة اخرى فى وسط العاصمة ولم يمسه احد بسوء؟
تخيل ما قد يدور بذهن هذا الشاب الان دون ان تبرر ذلك بانه خرق قانون التظاهر، فالمؤيدون خرقوه ايضا وقتلوه خرقا.
«هذا رفض»
اثناء الصراع المصيرى بين الشعب المصرى من جانب وجماعة الاخوان من جانب اخر والذى استمر لاكثر من عامان، وفى وسط ايامنا السوداء مع مرسى وعشيرته، وفى وسط الغضب الجماهيرى من الانتهاكات والخروقات التى شهدتها حقبة الجماعة القصيرة، كانت نقابة الصحفيين فى كل الاوقات قبلة للتظاهرات الشعبية الرافضة لجماعة المعزول وممارساتها.
و فى أوج نضال المصريين ضد نظام مبارك وقضية التوريث وممارسات العهد البائد، كانت نقابة الصحفيين وسلمها قبلة لاصحاب الهتافات الغاضبة التى بدأت بطلب الحرية وانتهت بارحل.
لم يلفظ سلم النقابة فى تاريخه وقفات المتظاهرين والمطالبين بحرية التعبير فى اى عهد ولم يفرق ابدا بين الواقفين أو يصنفهم الى توجهات مختلفة، ولم تتدخل النقابة فى اى مرة فى تاريخها لمنع اى متظاهر أو محتج له مطلب يريد اعلانه للراى العام، حتى عندما كان مجلس النقابة يضم بين عناصره بعض العناصر التابعين سياسيا لنظام مبارك، لم يتدخل احدهم أو يمنع اى متظاهر من الهتاف ضد مبارك على سلم النقابة.
سلم النقابة كان ولا يزال هبة وهبتها نقابة الحريات لكل من له مطلب أو هتاف من ابناء الشعب المصرى.
لذا استقبلت سلالم النقابة متظاهرى جمعة الارض فى 15 ابريل الماضى ولم تتدخل كعادتها.
هل يصح ان تعاقب نقابة الصحفيين بتاريخها وعطاؤها وقيمتها وقفتها ضد الظلم فى عهود بائدة وتحديدا فى عهد الاخوان بما حدث يوم 25 ابريل من تعدى صارخ ومهين ومخزي؟
هل يصح؟.
«هذا استنكار».