محمد جبريل
ع البحري ..مؤامرات علي صالح
علي عبدالله صالح. هذا هو العنوان في تطورات الاحداث الدامية التي تشهدها المدن اليمنية. تنحي صالح عن منصبه. تحت ضغط شعبي غلاب. لكنه واصل التآمر الذي دفع به- من قبل- إلي موضع الرئاسة من خلال اغتيال المئات بدءاً بالرئيسين الغشمي واليحمدي. ثم تحويل مطلب الوحدة بين شمال اليمن وجنوبه إلي كابوس لأبناء اليمن بتعدد أحزابهم وتياراتهم السياسية ومذاهبهم الدينية.
عني عبدالله صالح بإزكاء الصراعات والفتن حتي صار اليمن علي الصورة القاسية التي يعانيها الآن.
وحين وقع صالح اتفاقية الوحدة بين الشمال والجنوب فإن النتيجة التي كان يشغله تحقيقها. هي الجلوس- منفرداً علي كرسي الحكم. أهمل الملاحظات والانتقادات ورد بالقوة المسلحة علي كل الآراء المغايرة في الشمال والجنوب تصور أن إسكات الاصوات المعارضة هو الحل الوحيد الذي يضمن بقاءه منفرداً في حكم شطري اليمن. زين له ذلك ما أتاحته له طبيعته التآمرية من هزيمة قادة الاحزاب الجنوبية. والسيطرة العسكرية علي محافظات الجنوب. فلما حاول أن يكرر التجربة نفسها في الشمال. فاجأته الاحداث الدامية إلي حد إجباره علي التخلي عن السلطة. والقبول بنائبه رئيساً للبلاد.
تابعت جلسات مؤتمر المانحين الذي حضره ممثلون عن دول عربية وأجنبية. أعلنوا مساعداتهم بمبالغ تنقذ اليمن من المأزق الذي وضعه فيه صالح. باحتضانه الفساد. وتحويل بلاده إلي مؤسسة خاضعة لنفوذه الشخصي ونفوذ أقاربه وأعوانه. لكن تقارير المؤسسات الدولية أكدت استمرار صالح في التعامل مع اليمن باعتباره مزرعة قات. يمضغ محصولها ويحرض مواطنيه علي الفعل نفسه. ليظلوا في إسار اللامبالاة. والغيبة عن التقدم الذي ثار شعب اليمن ضد حكم الأئمة لإنجازه.
ترك عبدالله صالح خزانة البلاد شبه خاوية. لكن المؤاتمرات ظلت علي تجددها وتواصلها وامتدت التأثيرات السلبية إلي كل الاقاليم يتهم كل طرف بقية الاطراف بتبني عمليات الاغتيال والتدمير والتخريب ويظل الفاعل مجهولاً. بينما تشير كل الاصابع إلي ذلك الذي كان يجب ان يخضع للمساءلة والمحاكمة والعقاب. اكتفي- اتقاء غضبه الشعب- بالتنازل الظاهري لنائبه ثم حاول ان يعيد كل شئ إلي ما كان عليه قبل ان تخرج الجماهير اليمنية. في الشمال والجنوب. تطالب بإقالته ومحاكمته.
ما تشهده مدن اليمن من صراعات ومعارك وعمليات اغتيال يتجه بالادانة إلي علي صالح ويتجه بإدانة إلي علي صالح. ويتجه بإدانة أشد إلي دول الغرب التي حرصت ان تحمي رجلها في اليمن من العقاب الذي كان يستحقه.