الأخبار
محمد حسن البنا
بسم الله- قصة الآخرة (١-٢)
الشيخ علي الطنطاوي من علماء الاسلام الورعين، آتاه الله من لدنه علما وحكمة خدم بهما الاسلام والمسلمين، ولد الشيخ علي الطنطاوي في دمشق بسوريا في 12 يونيو 1909 لأسرة عُرف أبناؤها بالعلم، والده الشيخ مصطفي الطنطاوي، من العلماء المعدودين في الشام وانتهت إليه أمانة الفتوي في دمشق. وخاله محب الدين الخطيب الذي عاش في مصر وأنشأ فيها صحيفتَي «الفتح» و»الزهراء» وكان له أثر في الدعوة فيها في مطلع القرن العشرين. بينما تجول الشيخ علي الطنطاوي بين التعليم والقضاء والفتوي، زار عددا من الدول بينها مصر والعراق واستقر به المقام بالسعودية حتي دفن في مكة.
كلام هذا الرجل يتميز بالحكمة والموعظة الحسنة، قال ذات يوم: عند موتك لا تقلق، ولا تهتم بجسدك البالي فالمسلمون سيقومون باللازم: يجردونك من ملابسك، يغسلونك، يكفنونك، ويخرجونك من بيتك إلي مسكنك الجديد (القبر) !! وسيأتي الكثيرون لتشييع جنازتك، بل سيلغي الكثير منهم أعماله لأجل دفنك، وقد يكون الكثير منهم لم يفكر في نصيحتك يوماً، أغراضك سيتم التخلص منها: (مفاتيحك، كتبك، حقيبتك، أحذيتك، ملابسك)، وإن كان أهلك موفقين فسوف يتصدقون بها لتنفعك، وتأكد بأن: الدنيا لن تحزن عليك!! ولا العالم، واﻻقتصاد سيستمر!، ووظيفتك سيأتي غيرك ليقوم بها، وأموالك ستذهب حلالاً للورثة !! بينما أنت الذي ستحاسب علي النقير والقطمير!، الحزن عليك سيكون ثلاثة أنواع: الناس الذين يعرفونك سطحياً سيقولون مسكين !، أصدقاؤك سيحزنون ساعات أو أياماً ثم يعودون إلي سوالفهم وضحكهم !، الحزن العميق في البيت!! أهلك أسبوع أسبوعين شهر شهرين أو حتي سنة، ومن ثم سيضعونك في أرشيف الذكريات !، وهكذا - انتهت قصتك بين الناس- وبدأت قصتك مع الحقيقة وهي الآخرة !!
ما هي آخرتك، هذا ما نتحدث عنه المقال القادم ان كان في العمر بقية بإذن الله.
دعاء: اللهم إني أسألك عيشة نقية وميتة سوية ومرداً غير مخزٍ ولا فاضح
اللهم قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه واخلف عليَّ كل غائبة لي بخير
اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف