- على: اسمعوا يا إخوة!.. لقد أصبحت الزاوية غير مأمونة. مؤكد أن الشرطة لديها علم بمعركتنا مع الفلاحين فى المولد وتتربص بنا!.
- مصطفى: معك حق يا على.. الأفضل أن نختفى عن الأعين هذه الفترة حتى تستقر الأمور، ولكن المشكلة فى الجلسات.. أين نعقدها إذا اختفينا من الزاوية؟. إن بيتنا لا مكان فيه لقدم. من الصعب أن نعقد الجلسات فيه. أمامكم سلم بيتنا إذا أردتم أن نعقد الجلسات عندنا. ماذا يفعل الإنسان مع الأوتوبيس المزدحم، إنه يركب على السلم!.
- على: هل هذا وقت هزار يا مصطفى؟!. مؤكد أننا نعلم أن بيتكم لا يصلح.. كما يعلم الجميع أيضاً أن بيتنا لا يصلح!.
- طارق: إذن الحل عندى أنا؟!.
- مصطفى: أكيد يا أخ طارق إن بيتكم الوحيد الذى لا يوجد فيه أحد. مختار أصبح الآن جالساً مكان عم عباس. ربنا يهديه. وأخوك فهمى صعب أن تضبطه فى مكان. حتى لو كان فى المنزل أظنه لن يعترض.
- طارق: الرأى عندكم يا إخوة. البيت عندنا فعلاً هو المكان المناسب. وبما أننا اتفقنا هيا بنا نسارع إلى مغفرة من ربنا. لنصعد الآن إلى البيت ونعقد الجلسة..
- على: بارك الله فيك يا أخ طارق.. هيا!.
فهمى فى المنزل فى انتظار حنيفة يقول لنفسه: لقد تأخرت!.. كل هذا حتى تقطع هذه الأمتار لتدخل السبيل!.. بطيئة.. كل شىء فيها بطىء، ولكن هناك أشياء أخرى جميلة فيها. لها قلب أم وجسد سمكة. سبحان من يخرج السمك من الفول!. أريدها. ولكنها تأخرت. أشعر أن جسدى يرتعش. ما هذا؟! لأول مرة أحس بهذه الحالة. الرغبة عذاب. ولكنه عذاب لذيذ. تأخرت!.
ها هى أخيراً جاءت تسبح كسمكة فى دمائى. هيا اصعدى.. أخيراً يا فهمى جاء دورك للارتواء. اشرب يا ظامئ من السبيل. سبيل بنت حنفى. للمرة الأولى أذوق هذه الكأس. آه وما أجملها من كأس. سنوات عمرى قضيتها كلها فى الخيال لدرجة أننى شعرت أنى شبح يتعامل مع أشباح. والعيش فى الخيال أمر بكثير من الحياة فى الواقع. رغم أن الناس تنكر ذلك وتعيش فى الخيال أكثر مما تحيا فى الواقع. اسقنى يا حنيفة اسقنى!.. الظامئ لا يبالى!.
- مصطفى: افتح الباب يا أخ طارق فتح الله عليك من علمه ورحمته!.
- طارق (باستغراب): ما هذا إننى أسمع أصواتاً غريبة داخل الشقة!.
- مصطفى: ربما كان إخوتك بالداخل!.
- طارق (متعجباً): لا!.. إننى أسمع صوت بنت!.
- مصطفى: صوت بنت؟!. دعنى أرى من ثقب الباب!.
- طارق: يا أخ مصطفى ماذا هناك؟!.. ماذا هناك يا أخ مصطفى؟!.. يا أخ مصطفى!.
- مصطفى (شامتاً): ماذا هناك؟!.. افتح الباب يا أخ طارق وسترى!.
- طارق (بعد أن فتح الباب): يا نهار أسود!.. ما هذا الذى أراه؟!.
- مصطفى: يا الله حرمات الله تنتهك!.. زانٍ وزانية!.. فعلها أخوك فهمى والساقطة حنيفة ابنة بائع الفول. دافعوا عن دين الله يا إخوة. طبقوا حد الزانى فى الإسلام عليهما.