شريف خفاجى
بوضوح - المشاهد الثلاثة !
ذكرتني المشاهد الثلاثة بأيام أعتقدت أنها ذهبت ولن تعود، فلم يعد مقبولا أن يتكرر رؤيتنا لها بعد ثورتين قام بهما الشعب!
المشهدان الأول والثاني ارتبطا ببعضهما، حدثا في يوم ومكان واحد.. فعلي الطريق الرئيسي لمدينة السادس من أكتوبر، تحديدا في محيط مدخلي مدينة الشيخ زايد، فوجئ مستخدمو الطريق بحالة من الاستنفار الأمني وأعمال نظافة تتم بشكل يحمل الكثير من الغرابة، لعدم الاعتياد علي رؤيته يوميا في هذا التوقيت!!
ونهاية الطريق الفرعي للاتجاه إلي الطريق الرئيسي للدوران للخلف في اتجاه منطقة المهندسين وقف فرد شرطة ممسكا بصحيفة بيده يلوح بها لأصحاب السيارات وهو يتقدم أمامهم لاستيقافهم بدون مبرر لدقائق، ثم يعود للسماح لهم باستكمال السير مرة ثانية.
فقد كنت داخل احدي السيارات التي تم ايقافها ولم أكن من أقود، وتوقفنا حتي أشار لنا الشرطي بالتحرك دون أن نعرف سبب الايقاف والسماح لنا، وهو مالم يحدث من قبل ولم يتواجد شرطي في هذا المكان؟.
وعندما وصلت إلي العمل، علمت بالسبب، فقد كان أحد الوزراء في طريقه لإفتتاح مشروع بمدينة السادس من أكتوبر، وعليه فقد كانت عملية إيقاف السيارات تتم بشكل تلقائي تحسبا لعبور موكب الوزير!
فقد ذكرني المشهد بتوقف حركة المرور علي كوبري ١٥ مايو لمدة تتجاوز النصف ساعة وأكثر في توقيت الذهاب للمدارس صباحا أشد الأوقات ذروة لعبور مواكب الوزراء؟! دون أي اعتبار لأولياء الأمور والتلاميذ الذين دائما ما كانوا يصلون إلي مدارسهم بعد بدء الحصة الأولي!
المشهد الثالث جرت وقائعه علي المدخل الأول لمدينة الشيخ زايد خلال الأيام القليلة الماضية، عندما فوجئ سكان المدينة بحواجز علي الطريق لإجراء أعمال سفلته وطلاء للمطبات الصناعية والاشارات المرورية علي الطريق.. كانت تستمر ساعات الصباح والمساء واللافت أن أعمال السفلتة والطلاء انحصرت في اتجاه بعينه، بما يثير علامات استفهام، سرعان مازال غموضها، بعدما أعلن عن زيارة مرتقبة للمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء إلي مدينة الشيخ زايد لافتتاح فرع النادي الأهلي!
أعرف المهندس ابراهيم محلب جيدا، وأنه لا يقبل بمثل هذه السلوكيات وأنه يصر دوما علي سير ركبه وسط المواطنين كشخص عادي وكثيرا ما رفض إيقاف حركة السيارات لمرور موكبه.. ومن هنا أخاطبه بإصدار تعليماته بعدم حدوث مثل تلك المشاهد المستفزة التي لم يعد مقبولا أن نراها مرة ثانية.