المساء
أحمد سليمان
في حب مصر .. "كتاب الجمهورية" ورسالة التنوير
سلسلة "كتاب الجمهورية" الصادرة عن مؤسسة دار التحرير التي يرأس تحريرها الزميل الكاتب الصحفي سيد حسين تمارس ـ في صمت ـ دوراً تنويريا وتثقيفيا غاب مع الأسف عن معظم المؤسسات الصحفية التي تنشر في إصداراتها مواد صحفية لمجرد التواجد وعدم التوقف ولكن هذه الإصدارات لم تؤثر في المواطن العادي بالشكل المرجو.
"كتاب الجمهورية" أصبح فخرا لمؤسسة دار التحرير بفضل التنوع الذي يحرص عليه رئيس تحرير السلسلة ودقته في اختيار موضوع كل عدد لكل شهر. وقبل ذلك الدقة في اختيار الشخصية التي تكتب في هذا الموضوع.
الزميل سيد حسين مثقف ومطلع ويبحث بمنتهي الأمانة عن الموضوع المراد اختياره ليكون هو محور العدد الجديد من كتاب الجمهورية. ثم يقوم بدور الباحث العلمي في الموضوع نفسه مما يجعل المقدمة التي يضعها للكتاب اضافة مهمة للمادة الاصلية. وقد يجعلها مادة جديدة أو مبحثا يستدعي صدور كتاب آخر بشأنها.
إن الأمانة تقتضي ان أقول هذا الكلام من باب ارجاع الفضل لأصحابه. ففي الوقت الذي ينال اصحاب الصوت العالي أكثر مما يستحقون. فإننا نجد من يعمل بجد وفي صمت لا يجد حتي كلمة تقدير لما يقوم به لخدمة الوطن في هذا الوقت الحرج من تاريخه.
ويكفي أن أدلل علي هذا الكلام بذكر عناوين الاعداد التي صدرت من كتاب الجمهورية خلال رئاسة الزميل سيد حسين للتحرير ومنها:
"الطب والعلاج في مصر العثمانية وعهد محمد علي "سد النهضة.. كيف تفكر اثيوبيا ـ مؤامرة في منابع النيل" "الشرق الأوسط والعالم.. أفكار وكتابات" "كيف تنهض الأمم.. تجارب تنموية ودروس مستفادة" دفاعا عن 25 يناير.. الثورة والثوار" "العلاقات المصرية الأمريكية" "بالوثائق أزمة الصحافة القومية" "التغيرات في الشخصية المصرية المعاصرة" "لغتنا العربية وهويتنا القومية" "المرأة والسياسة في الفكر الإسلامي" "العلاقات المصرية الصينية في ضوء المحددات الوطنية والمتغيرات الاقليمية والدولية" "مصر وتجديد البناء الحضاري" الصحافة والحكم "للكاتب الصحفي الكبير محمد العزبي الفائز بجائزة مصطفي وعلي أمين الصحفية كأفضل كتاب "الدراسات المستقبلية.. ثورة معرفية لقرن جديد" "المشروع النووي المصري بين الزعم والحقيقة" "المؤامرة الكبري.. من وثائق المخابرات الامريكية والموساد وداعش" "أزمة الحركة الإسلامية في مصر.. قراءة جديدة في الافكار والتحولات" لمؤلفه الدكتور كمال حبيب وهذا الكتاب تحديدا يتناول شرحا تفصيليا ورؤية تحليلية لماضي وواقع ومستقبل الحركات الاسلامية في مصر لذلك أري انه يجب ان يصل الي أيدي الشباب ليس شباب الحركات الاسلامية فحسب ولكن لكل الشباب المصري حتي لا يقع فيما وقع فيه ابناء الاجيال السابقة من اخطاء.
وعلي الرغم من الميول الناصرية للزميل الكاتب الصحفي سيد حسين والتي لا يخفيها لكنه يترك المساحة كاملة لأي مؤلف ليقول ما يشاء حتي ولو كان يتناول قدحا في الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بينما يكتفي بالتعقيب وعرض وجهة نظره في مقدمة الكتاب ويترك للقارئ الحرية في اختيار ما يناسبه من افكار ثم اعمال فكره الشخصي للوصول الي الاقتناع بأي من وجهتي النظر أو عدم الاقتناع بأي منهما.
"كتاب الجمهورية" الآن يستحق أن يكون في مكتبة كل بيت لم يحمله من رسالة تنوير وتثقيف حقيقية يحتاجها المجتمع الآن اكثر من أي وقت مضي في ظل الغوغائية والصوت العالي من عديمي الثقافة الذين يريدون مع كل اسف توجيه الرأي العام.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف