الجمهورية
طارق الأدور
كلام رياضي جداً - هذه هي كرة القدم
تابعت كلاسيكو أسبانيا بين برشلونة وريال مدريد في الدوري الأسباني. والذي يطلق عليه "كلاسيكو العالم" بعيون خاصة. خارج الملعب. أكثر من فنيات اللعب داخله. بغرض الوقوف عما نحن فيه الآن ومقارنته بهذا المستوي العالمي في التنظيم وشكل الجماهير. وسلوك اللاعبين واحترافية التغطية التليفزيونية. وعدد الكاميرات. وشخصية التحكيم. وغيرها من العوامل التي جعلتني أدرك أننا نحتاج لقرون لنصل إلي هذا المستوي. إذا سارت خطانا بالمعدل الذي نسير به الآن.
الحضور الجماهيري في كلاسيكو العالم بلغ 98760 متفرجاً. أي نحو 1140 متفرجاً فقط أقل من المائة ألف. والرقم يعبر عن الدقة لأنه لم يذكر مائة ألف. وإنما عدد الجماهير بالتحديد بالفرد. مما يشير إلي أن حامل التذكرة فقط دخل المباراة. ولا وجود لمشجع واحد في الملعب دون أن يكون حاملاً لتذكرة.
وهذا العنصر بالذات هو ما أطاح بالكرة المصرية مرتين في واقعتي بورسعيد والدفاع الجوي. لأن أحداً لم يحصر عدد الجماهير الحاضرة في أي مباراة داخل مصر. لأن ذلك الأمر مستحيل في وجود الدعوات والتذاكر المزورة. بخلاف الدعوات الشفهية التي يذكرها المسئولون بالحضور المجاني. كما حدث في حادث الدفاع الجوي.
ولفت نظري أن هذا الحضور المكثف في كامب نو. لم يشهد أي واقعة خارجة أو سلوك شاذ. وإنما دخلت الجماهير وغادرت الملعب بشكل راق. جعلني أتمني أن أري اليوم الذي يكون فيه سلوك جماهيرنا بهذا الشكل الرائع. لأننا عندئذي سنصل إلي آفاق جديدة تفوق بكثير ما نحن فيه.
وفي كلاسيكو العالم.. النتيجة توازي مليارات الدولارت في دوري محترفين. تتهافت عليه القنوات التليفزيونية. في العالم والرعاة من كل الأصناف. ورغم ذلك انتهت المباراة بفوز برشلونة وسط أحضان رائعة بين اللاعبين. واستلفت انتباهي أن لاعبي برشلونة راحوا يتبادلون الأحضان مع لاعبي الريال في مشهد جميل. يعكس الروح الرياضية التي نفتقدها كثيراً في ملاعبنا. ومازال أمام عيني مشهد العناق بين نيمار لاعب برشلونة. ومواطنه مارسيلو. لاعب الريال عقب المباراة.. والأول يواسي الثاني ويشد من أزره.
في كلاسيكو العالم كان النقل التليفزيوني تحفة فنية. وما يوجد في كل شبر من الملعب تنقله الكاميرات.. واستلفت انتباهي شكل وجه ظهير أيسر الباراجواي. جوردي ألبا. بعد أن أضاع فرصة رائعة وهو ينفخ الهواء. فتطاير قطع العشب الصغيرة حوله في مشهد فني يعكس حتي مشاعر اللاعبين.
باختصار.. هذه هي كرة القدم.. فمتي نصل إلي هذه المرحلة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف