اشتراه بيت أزياء ديور من رئيس أمريكا فقد كان طباخ رئيس أكبر دولة في العالم وأخذه كرستيان ديور ليمزج ويخلط أشهي ما وضع علي مائدة في العالم.
اعتبر نفسي محظوظة اني جلست علي تلك المائدة المرمرية ذات الاطباق الموشاة بالرفاهية.. ولمس لساني نكهة متفردة غارقة في الخصوصية.. فلا شيء يشبهها.
في حياة كل منا إنسانا لا يمكن أن ينساه. ومكانا وزمانا وأحيانا لحظة.. كالتي مثلت فيلمها ماجدة "العمر لحظة" أو كتلك التي خطها أحمد شوقي في جبل التوباد علي لسان قيس "قد يهون العمر إلا ساعة.. وتهون الأرض إلا موضعا".
حبيب
وليس كل من نتذكره دوما.. حبيبا. فأحيانا هو العدو فالقادة لا ينسون اعداءهم ويبقي الذهن متقدا لهجوم أو دفاع.. وما أجمل ان يكون لك في الحياة حبايب وما أسوأ الاضرار لحالة تحفز لعدو.
وليست اللحظات الرومانسية وحدها هي الباقية في أم تلافيف المخ الحانية فكم نحتفظ بأوقات كانت اللمة حلوة.. والضحكة صافية وأحيانا تكون الذكري صوتا أو رائحة أو مذاقا. وقد كان هذا علي المائدة الباريسية في القصر الخاص لمصمم الأزياء الأول في العالم الذي عاصر الحرب العالمية الثانية.. وخططت أسرته ليكون دبلوماسيا.. إلا انه انثني وانفرد وفرد. و.. ضم. و.. لضم خيوطا ابدعت خطوطا. احاط بها نجمه تصورها محاطة بحريره ومخمله ومن أجلها منح الألوان بهجة ترقص فوق جسدها وقصات تتهدل لتسبق خطواتها وتقودها دون أن توقعها.
رجل
انه الإنسان حين يقرر الطموح ويفرز الطاقة ويصل لأن يستدعي طباخ الرئيس ليصنع له طبقه.. ويدعو إليه أمراء وسفراء ومشاهير ووسطهم أنا ورغم مرور سنوات طويلة فالمذاق حاضر والأناقة محفورة والسؤال له في كل يوم اجابة.. ما أحلي أكلة أكلتها.. وفي الطفولة كانت قطعة شيكولاتة قدمت لأبي فالتفت إليَّ وفتح ورقها المفضض وألقي بها في فمي. لم تكن بالمكسرات ولا دخلها كراميل كانت مخلوطة بحنان أبي ونظرة أمي الراضية دوما عن أب.. رجل.
الذكريات لا تغني لكنها تذوب ونرشفها.. لتعلق بسكرها علي جدران الذاكرة.. ويأتي ما بعدها ليقف بجانبها وتصطف لقطات.. تمر كشريط سينما.. تحمل أبعد البعيد وتصل للقريب الحبيب.. وأعيد السؤال يا.. أحلي طعم.. فأجدها أكلة اشتهتها ابنتي.. كأميرات الأحلام هي لا تلبس إلا فستان سندريلا في حفلها ولا تشتهي إلا أغلي طعام.. أتيتها به.. استطعمته وخرجت منها.. الله وحين نطقتها شبعت أنا.. رغم اني لم أذقها كعادة الأمهات.. حين لا نملك نشبع لأن حبايبنا.. أكلوا اللي في نفسهم.