الجمهورية
أسامة نبيل
انقسام داخل حكومة فالس حول الحجاب
في الآونة الأخيرة اهتمت حكومة فالس بطريقة ملفتة للنظر بحجاب المرأة المسلمة ابتداء من تصريحات وزيرة الأسرة الفرنسية لورانس روسينيول والتي شهدت بعض من ترتدين الحجاب بالزنوج من الأمريكيين الذين كانوا داعمين للاستعباد. مروراً بتصريحات مانويل فالس رئيس وزراء فرنسا والتي جاء فيها أن الحجاب يعد رمزاً لاستعباد الرجال للنساء. بالاضافة الي إعرابه عن رغبته في حظر الحجاب بالجامعات. انتهاء بتصريحات الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والتي صوب من خلالها تصريحات رئيس وزراء بلاده وذلك علي الرغم من تصريحه بعدم وجود إرادة لتشريع يحظر الحجاب بالجامعات.
بيوت الأزياء هي السبب
في الحقيقة اعتاد المسلمون علي سماع مثل هذه التصريحات من وقت لآخر بسبب إثارة مشكلة الحجاب من قبل بعض المسلمات أو بسبب مواقف تعنتية من بعض المتشددين المسلمين أو بعض المتشددين العلمانيين. لكن هذه المرة كان السبب شديد الغرابة ألا وهو تبني بعض بيوت الأزياء العالمية مثل جابا دولتشيه الإيطالية وآش إم الفرنسية وكوينكلو اليابانية لخطوط انتاجية للزي الإسلامي موجهة للسوق الأوروبي. وتم وضع ميزانيات ضخمة لمثل هذه الأزياء.
وجاءرد فعل السيدة لورانس روسينيول صادماً للمجتمعات المسلمة حيث استنكرت الاستثمارات الضخمة التي رصدتها بيوت الأزياء العالمية لأزياء ذات طابع إسلامي. واتهمت بيوت الأزياء سالفة الذكر بأنها تتخلي عن مسئوليتها تجاه المجتمع بترويجها لهذا النوع من الأزياء لفكرة حبس واحتجاز جسد المرأة. وأثار ربط الحجاب بالتطرف وتعميم الأحكام حفيظة مسلمي فرنسا. في الحقيقة مقارنة مع اخترن ارتداء الحجاب بارادتهن بالزنجيات باللاتي يدعمن الاستعباد يحتاج من السيدة الوزيرة مزيداً من التوضيح. لأن ظاهر الكلام والتشبيه يحمل في طياته شبهة العنصرية وتقييد حرية الاختيار بالاضافةالي إنكارها علي من ترتدين الحجاب حق العمل السياسي في فرنسا لخطورة أفكارهن علي قيم المجتمع الفرنسي والمساواة بين الرجل والمرأة!! وجاءت تصريحات فالس في مؤتمر "التطرف الإسلامي والسيطرة الشعبية في أوروبا" في شهر أبريل 2016 مزعجة للمجتمع المسلم في فرنسا. حيث قدم التحية لكل من ينادي بمقاطعة بيوت الأزياء التي تطرح أزياء المحجبات في فرنسا لأنه من وجهة نظره "استعباد للمرأة" وأكد علي ذلك حينما دعا الي ضرورة حظر الحجاب في الجامعات في حوار مع جريدة ليبراسيون الفرنسية.
والجدير بالذكر ان وزيرة التعليم العالي الفرنسية رفضت دعوة رئيس الوزراءوأكدت "أنه لا توجد هناك مشاكل بالجامعات. لذا لا يجب خلق أسباب وأجواء محفزة للمشاكل" ودعت وزيرة التعليم العالي "نجاة بلقاسم" الي عدم الخلط بين النقاب والحجاب وأوضحت عدم موافقتها علي منع الحجاب بالقانون وتقييد حرية البالغين. وفي هذا الصدد أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أنه ليس هناك قاعدة دستورية تسمح بمنع الحجاب في الجامعات. لأن الجامعة مكان للحرية.
وأوضح أيضاً الرئيس الفرنسي الفرق بين فرض الحجاب من قبل بعض المتشددين واختيار المرأة للحجاب.
فإن هذا التباين في آراء المسئولين الفرنسيين حول قضية الحجاب في فرنسا يعبر عن الانقسام الفكري للشارع الفرنسي بسبب رفض الفكر العلماني لوجود الفكر الديني وعدم التمييز بين الرموز الدينية التي يرفضها الفكر العلماني بحجة عدم التفرقة بين أبناء الوطن الواحد بسبب الانتماء الديني. والثقافة الدينية للمسلمة لأن الحجاب ليس رمزاً للمرأة المسلمة بل اختيار ملبس يتناسب مع التعاليم الدينية للمرأة وبمحض ارادتها. أما عن الحجاب باعتباره الخطر الداهم والذي يجب مقاومته خوفاً علي ضياع الهوية الفرنسية. فهذا افتراض ضعيف وإن كان هناك خوف فيكون من تأثير الفكر الغربي علي المسلمات واهمال ثقافة الاحتشام مع مرور الزمن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف