علاء عريبى
فشل الداخلية في تحرير «سند»
انتهت بحمد الله قضية اختطاف رجل الأعمال السعودي حسن علي آل سند، فقد قام آل سند بتسديد خمسة ملايين من الجنيهات للخاطفين، وتم إطلاق سراحه هو والسائق الخاص به، وقام الخاطفون، بعد عشرة أيام من اختطافه، بتركهما على طريق السويس.
وقبل خمس سنوات قامت نفس العصابة بخطف نجل شريك رجل الأعمال السعودى، ومن نفس الطريق، وسدد الرجل خمسة ملايين جنيه لكى يطلق الجناة ابنه، وبالفعل صدقوا فى وعدهم وأطلقوا صراحه بعد تلقيهم مبلغ الفدية.
عندما تم خطف رجل الأعمال السعودى قبل عشرة أيام كتبت هنا وقلت: بعيداً عن تصنيف الواقعة، جنائية كانت أو سياسية، نحن أمام واقعة على قدر كبير من الخطورة، وفى ظني لا تقل فى خطورتها عن واقعة تفجير الطائرة الروسية، وحادثة خطف الطالب الإيطالي وتعذيبه وقتله، وأن هذه الحادثة تشير إلى العديد من السلبيات، نوجزها فى التالي:
أولاً: الواقعة تؤكد الخلل في تأمين الطرق السريعة، فقد سبق وتم اختطاف نجل شريك المستثمر السعودي من نفس الموقع، وللأسف لم تقم الداخلية بتأمين الطريق أو زرع كاميرات بطوله لمراقبة الحركة عليه.
ثانياً: إن وزارة الداخلية لم تتوصل حتى اليوم لمختطفي نجل شريك المستثمر السعودي.
ثالثاً- وهو الأهم-: إن اختطاف مستثمر فى مصر سوف يثير الذعر بين المستثمرين العرب والأجانب، من الذي سيفكر في الاستثمار فى بلد غير آمن، يختطف فيه رجال الأعمال في وضح النهار.
وقلت يومها إن هذا الحادث سوف يترتب عليه آثار فى غاية الخطورة، لو قدر الله وقام الجناة بقتل المستثمر، أو فى حالة فشل وزارة الداخلية في التوصل للجناة، وحتى في حالة توصل الداخلية للجناة وتقديمهم للمحاكمة أو تصفيتهم، فإن آثار الحادث على المستثمرين العرب والأجانب ستكون سلبية، فما هي الضمانات التى تؤكد للمستثمرين(عربًا وأجانب) ولنا (كمواطنين) أن هذا الحادث لن يتكرر مرة أخرى فى نفس المكان أو غيره؟، ما هي خطط الداخلية للحد- وليس لمنع- من هذه الحوادث؟
اليوم وبعد فشل وزارة الداخلية فى كشف غموض الحادث، وفشلها فى العثور على الجناة، وفشلها في تحرير رجل الأعمال، نسأل: كيف سنطمئن المواطنين ورجال الأعمال العرب والأجانب؟، كيف سنحاسب من فشلوا من قيادات الأمن فى مدن القناة؟، كيف ستبرر الداخلية هذا الفشل للعالم العربي والأجنبي؟، وما هى الخطط التى تفكر فيها الداخلية لرفع كفاءة القيادات الفاشلة؟، وهل سيظل هؤلاء الفشلة فى مواقعهم القيادية؟، وهل سنفاجأ غداً أو بعد غدٍ بعملية اختطاف جديدة؟، وهل صحيح ما يتردد بأن الخاطفين هم مجموعة من الضباط والأمناء الفاسدين؟، وزير الداخلية مطالب بأن يوضح لنا وللعالم أجمع مبررات هذا الفشل، ونظن أن أمن الوطن والمواطنين ورجال الأعمال أهم بكثير من اقتحام النقابات وافتعال معركة وهمية لا مردود منها سوى تشويه صورة البلاد.