الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية .. نرفض سياسة «شمشون»!
ما هدف المعركة المشتعلة الآن بين سلطة الدولة- ممثلة في وزارة الداخلية- وسلطة الصحافة.. وهل كل طرف يحاول تحطيم قوة الطرف الآخر.. فالدولة- تحاول الانتقاص من سلطة الصحافة.. والنقابة تحاول أن تكسر سلطة الوزارة.. أم أن العقل يقضي بأن تبقي القوتان الأولي، وهي الداخلية، للمحافظة علي سلطة الدولة.. والثانية، وهي النقابة، تجاهد لحماية حق الصحفي في أن يعرف وأن يعمل في جو من الحرية.. تزيد من حرية كل الشعب.
* ثم تعالوا نسأل أنفسنا- جميعاً- لماذا هذه الخصومة المشتعلة والآن بالذات. ونعترف بأن الصحفيين تعرضوا للإهانة باقتحام رمز مهنتهم العظيمة.. ولكن علينا أن نتجاوز وأن نتحاور لنعبر هذه المشكلة الآن.. وبأقل خسائر ممكنة حتي الآن.
بل ونحن نعترف بمبدأ الفصل بين السلطات، أن نفرق بين حق وسلطة كل طرف.. وأن نتوصل إلي حل يحمي المهنة ممن يحاولون سحبها، أو جرها، إلي منحني خطير.. نهايته هي تدمير المهنة نفسها، أو تحجيمها، والحد من سلطة الدولة في إقرار القانون.
وهنا نعترف بأن هناك أسباباً عديدة- قبل خطأ الاقتحام- ترسبت في أعماق الصحفيين.. بل وبين فئات الشعب كلها.. ربما في مقدمتها موجة الغلاء ولعبة الدولار.. والاختفاء القصري أو الإجباري.. وفي تلك التصريحات البراقة التي يخرج بها معظم المسئولين.. بينما الشعب لا يجد شيئاً ظاهراً، علي الأرض، إلا ما ندر.
* وعلي كلا الطرفين أن يعرف أن الخطر يحدق بالبلد.. وأيضاً بالصحفيين، وبالمهنة نفسها.. بينما الوطن يحتاج الآن إلي التلاحم.. وليس إلي الاختلاف. مهما كانت الأسباب أو حتي الأخطاء، من كلا الطرفين.. وإن كنت أري أن سلطة الدولة قد تجاوزت فيما ارتكبته فعلاً من اقتحام للنقابة.
نقول ذلك حتي لا نقول إننا شعب يدمن المشاكل.. ويصنع العراقيل.. بل ونطلق شائعات من شأنها البلبلة وزيادة حدة الاختلافات، وهي كثيرة.
* أم يا تري نطبق- في مصر- ما ليس فينا، أي سياسة «شمشون» الذي يهدم المعبد علي نفسه.. وعلي أعدائه، ليدمر كل شيء.. حتي ولو كان ذلك هو البلد نفسه.
نحن شعب قامت حضارته علي البناء والتعمير.. وليس علي الهدم والتدمير.. فلماذا المغالاة في كل ما نفعل هذه الأيام.
* تعالوا ننبذ أسلوب الهمجي «شمشون».. ونتفق.. فلا ضرر ولا ضرار.. بل مصلحة الوطن هي العليا.. مهما كانت التضحيات وقبل أن تزداد الخسائر.. وتصل إلي تدمير الذات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف