المساء
يسرى حسان
أي حاجة -النعجة دوللي
مبدئياً فإن التحريض علي العنف ضد رئيس أو وزير أو ضابط شرطة أو جيش. أو ضد أي مواطن. أياً كان موقفنا منه. أمر مرفوض جملة وتفصيلاً. التحريض علي العنف بلطجة وإرهاب. الصحافة بريئة منهما. والصحفيون كذلك.
الصحفي الحق. أو المثقف عموماً. سلاحه قلمه فقط. دعك من ذلك الامر المنتهي أصلاً. وانظر إلي ما يراد بالصحافة. فالحاصل ان هناك رغبة في إسقاط الصحافة والصحفيين. الصحفيون مزعجون ولا يسمعون الكلام فلنكسر شوكتهم ونذل أنفاسهم. ليس الصحفيين كلهم طبعاً. فأحمد موسي لا يفني. والاستنساخ لم يتوقف عند النعجة دوللي.
لابد من كسر أنف الصحفيين. لابد من تشويههم. ولتحيا الشرطة ووزيرها. والخير والبركة في المواطنين الشرفاء الذين يسجدون للنظام. حتي دون ان يأمرهم أحد بالسجود. هم ساجدون بالفطرة. راقصون بالفطرة. كيادون بالفطرة. والدولة تحبهم والطيور علي أشكالها تقع. تكلم حتي أراك. واظهر لي مؤيديك حتي اعرفك تمام المعرفة.
يحدثونك عن صراع الاجهزة. شائعة يطلقونها لتبرير القمع والمصادرة والاعتداءات. قل سباق الاجهزة لا صراعها. سباقها علي سحق كل من يقول لا في وجه العدم.. هو شيطان. ويفوز بالغنيمة من يسحقه. لا صراع إطلاقاً. تعددت الوجوه والاسماء. لكن الهدف واحد.
يقول العقلاء إن توسيع الجبهات فيه استهلاك للطاقة والقوة. وفيه خسارة للجميع. لكن غيرهم يقولون فلتتسع وتتسع. فلدينا أحمد موسي والمواطنون الشرفاء. ثم ان الاستنساخ لم يتوقف عند النعجة دوللي.
تشابهت علينا النعاج. وهي فرصة ليس لتحديد النسل بل لمنعه أصلاً. فالبكاء يشتد عندما يأتي المساء والطب عاجز عن اختراع علاج للحالة المستعصية. حتي الضباع الكبيرة "تنعجت" ولاتدري لماذا وهي في الرمق الاخير. أو لعلك تدري ان من شب علي شيء شاب عليه. وان الزمار يموت وأصابعه تلعب مازالت.
لم يعد خافياً علي أحد أن تعدد الاصوات يزعج غير الواثقين من أنفسهم. لابد من صوت واحد هو المأمأة. ولابد من رقصة واحدة علي نغمة واحدة. لابد من ميكروفون واحد لمتحدث واحد. ومهمة الباقين المأمأة. وغايتهم الرضا.
لاتحتاج الدولة إلي الصحافة. لا تحتاج إلي أحد أصلاً. هي وحدها. تعرف كل شيء. ويكفيها أحمد موسي. ويكفيها مالديها من مواطنين شرفاء وضباع كبيرة تنعجت وهي في طريقها إلي القبور.. كل دولة تشبه إعلامها ومؤيديها والاستنساخ لم يتوقف عند النعجة دوللي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف