في طهطا إحدي مدن سوهاج قلب صعيد مصر كان ميلاد العالم والمفكر رفاعة الطهطاوي 1801 ــ 1873م أحد رواد النهضة الحديثة ورموزها في مجال النقل والترجمة والصحافة.. دراسته بالأزهر وبعثته إلي فرنسا فتحت له الأبواب علي مصراعيها لينهل من الثقافة الأوروبية فيكتمل رصيده الثقافي والمعرفي وكان كتابه الفريد النادر "تخليص الإبريز في تلخيص باريز" شهادة باحث مثقف مستنير سجل فيها ما رآه أنه تأصيل وتأكيد حقيقي لقيمة تفاعل الحوار مع الآخر.. تنوعت كتبه في شتي المجالات في التاريخ والعلوم والرحلات والهندسة والطب والأدب والفقه لتصل تلك المؤلفات إلي حوالي 17 كتاباً أما كتابه الفريد "المرشد الأمين للبنات والبنين" دعوة عالم جليل للاهتمام بتعليم البنات لقد وضع هذا العالم والباحث أسساً راسخة في تدريس اللغة العربية من خلال مؤلفاته وكتبه منها "التحفة المكتبية في القواعد والأصول النحوية" وكتاب "مباهج الألباب المصرية في مناهج الآداب المصرية" وكتابه "نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز" أنشأ مدرسة الألسن 1836م وتولي رئاسة تحرير الوقائع المصرية ومجلة روضة المدارس من تلاميذه الدكتور محمد علي البقلي باشا من إعلام الطب في عهد محمد علي ومحمد قدري باشا وزير الحقانية ومحمد عثمان جلال الشاعر والمترجم المسرحي وغيرهم والمرأة الصعيدية قدمت مشايخ الأزهر الأجلاء رموز الفكر وسماحة الإسلام نذكر بكل خير من سوهاج العالم الجليل الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر طيب الله ثراه أيضاً ومن قنا الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر حفظه الله الذي يفيض حديثه بالتقوي والإيمان والوطنية والفكر المستنير وقدمت أيضاً أحد أعلام ورموز العلم والفكر والثقافة والتنوير الدكتور طه حسين "1889 ــ 1973م" ابن عزبة الكيلو مركز مغاغة محافظة المنيا أحد فرسان الثقافة العربية والأوروبية أول من يحاضر في موضوع الحضارة اليونانية الرومانية ومؤسس قسم الدراسات اليونانية واللاتينية جامعة القاهرة مؤلفاته تزيد علي خمسين كتاباً في القصة والأدب والتاريخ وفلسفة التربية ترجمت كثير من مؤلفاته إلي اللغات الأجنبية عين عميداً لكلية الآداب 1928م ومديراً لجامعة الإسكندرية 1942م عند تأسيسها ورئيس تحرير مجلة الكاتب المصري 1946م تولي منصب وزير المعارف 1950م في الوزارة الوفدية وقام بإصلاحات مهمة في التعليم منها تقرير مجانية التعليم الثانوي والفني وتغذية التلاميذ علي نفقة الدولة وتوحيد نظام التعليم في المراحل الابتدائية وهو الذي أطلق شعاره المشهور التعليم ضروري للإنسان وحق أساسي مثل الماء والهواء .