ثمة غياب لأي استراتيجية عربية للتعاطي مع أزمات المنطقة المستفحلة والعصية علي الحل والانفراج منذ أكثر من ٥ سنوات.
لم أت بجديد فيما سبق، فالأزمات في سوريا وليبيا واليمن عليحالها تتحدي الجميع ويتحدونها بينما الضحايا يتساقطون والمصابون ينزفون.
اما السبب الرئيس وراء ذلك فيعود لانشغال مصر بأزماتها الداخلية وأوضاعها الاقتصادية الكارثية، والنتيجة تصدر دول عربية أخري المشهد والواجهة !!
أنا هنا لا استكثر علي هذه الدول جهدها، لكن استكثر توليها القيادة وهي غير مؤهلة لها تاريخيا وجغرافيا وسياسيا، وإلا .. فأين ثمار هذا الجهد من الحرب في اليمن، والصراع في سوريا، والاقتتال في ليبيا؟!
إن حجم المال والانفاق العسكري علي قوات النظام المطاح به في اليمن، أو قوات المعارضة في سوريا ضخم جدا، ومع ذلك لا جديد سوي الدماء!
إن غياب أي رؤية أو توجه استراتيجي لحل تلك الصراعات والاعتماد علي الحل العسكري فقط هو إفلاس لن يزيد الساحات إلا دماء واشلاء !
إن مجرد حصر هذه الأزمات في اطار صراع سني - شيعي بين دول المنطقة وإيران، والتعامل مع الأطراف المختلفة طبقا لمبدأ من ليس معنا فهو ضدنا هو أمر لن يقدم أو يؤخر شيئا.
لا أري في الافق أي بوادر اتفاق عربي علي شيء في ظل حالة الاحتقان والانقسام والمكايدة بين أطراف وأخري، وفي ظل التمسك بالقيادة عبر فرض الرأي والأمر الواقع وعدم تقبل النقد.