الأخبار
وردة الحسينى
أري -الحل في الخبير الأجنبي!
الشرق الأوسط من أكثر مناطق العالم من حيث التوتر وعدم الاستقرار وتوغل الجماعات الإرهابية وعناصر التطرف، وهذا لم يجيء صدفة وإنما وفق تخطيط ممنهج لدول وأجهزة مخابرات قوي كبري، والهدف تفتيت المنطقة لخدمة مصالح إسرائيل بالأساس .
وإستطاعت مصر بإرادة شعبها وبدور لا ينسي لجيشها النجاة من طوفان انهيار الدول العربية الواحدة تلو الأخري ، والذي بدأ بالصومال والعراق وليبيا واليمن وسوريا و..،
ولا يجب تصور أن خروج مصر من هذه الدوامة يعني انتهاء ما تواجهه من تحديات ومشاكل سياسية واقتصادية.
وبالرغم من صعوبة هذه الأوضاع إلا أن مصر تستطيع ولديها القدرة لتجاوزها والخروج منها أكثر قوة لما لديها من إمكانيات وثروة بشرية وتاريخ ووضع إقليمي من الصعب أن تملأه دولة أخري .
ولعل أهم شيء تحتاجه مصر في هذا المرحلة الدقيقة تطبيق فن إدارة الأزمات تجاه ما تواجهه أو من المحتمل أن تواجهه من مشكلات، وذلك قبل تصاعدها وتفاقمها وتعثر إمكانيات حلولها، إلا بتدخل القيادة السياسية لإحتواء تداعياتها.
وقد عانينا كثيرا من التراجع للوراء بالنسبة لإدارة الأزمات والتعامل معها، بالرغم من نجاحنا الباهر في ثورة يونيو والتي جمدت الجزء الخاص بمصر بمؤامرة "الفوضي الخلاقة" بمنطقة الشرق الأوسط.
وهذا التعامل مهم جدا لتعزيز وضع مصر دوليا وعدم منح الفرصة علي طبق من ذهب لكل متربص يتكالب لتعويق مسيرتنا،
ولا يجب أن ننكر أن الأيام الماضية تحديدا قد شهدت إخفاقا في إدارة مسألة صنافير وتيران من حيث الافتقاد لسياسة التمهيد للرأي العام، وليس خافيا أن تداعيات ردود الفعل واستغلال بعض الفئات لهذا الملف من الممكن أن يؤثر سلبيا علي علاقتنا بالسعودية.
الملف الآخر والذي أعاد إشعال موجه الانتقاد لمصر دوليا ليس فقط بالعزف علي نغمة حقوق الإنسان وإنما علي حرية الرأي أيضا، قد تفجر علي إثر تعامل وزارة الداخلية مع مقر نقابة الصحفيين، وهوما مثل أمرا تصعيديا كان من الممكن تلافيه إذا كنا نمتلك إمكانيات إدارة الأزمة، والمفارقة أن ذلك تواكب مع الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة .
وبتلك الطريقة وبهذه المناسبة منح الراغبون في نقد مناخ الحريات بمصر، من حيث لم يدروا ولا يحتسبوا، الفرصة، وقال الاتحاد الأوروبي، واتفق معه بان كي مون وكيري أن "مداهمة قوات الأمن لمبني نقابة الصحفيين تطور مقلق ويعكس توجه لتضييق الخناق علي المجتمع المدني وحرية التعبير والذي تبين في عدد كبير من الاعتقالات علي إثر مظاهرات أبريل!"
يا سادة ليس عيبا أن نعترف بإخفاقنا ومثلما يحدث في كرة القدم حيث الاستعانة بخبير أجنبي لتحسين الآداء وتحقيق إنجازات، علينا القيام بالمثل طالما استمر أسلوبنا المهتريء في التعامل مع أزماتنا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف