أحمد السرساوى
نوبة صحيان- سياسي مشهور ولاعب كرة فاشل وممثل مغمور
من لاعب كرة فاشل الي ممثل مغمور الي خطيب بأحد المساجد.. تراوحت مرحلة الشباب عند الرئيس التركي رجب طيب أردوجان.. كانوا يطلقون عليه وقتها «بندول الساعة» فهو دائم القلق لا يستقر في مكان ولا يتوقف علي حال!!
في صباه المبكر حلم بأن يكون لاعب كرة بنادي اسطنبول الذي يحبه ففشل ، وعندما توغل أكثر في مرحلة الشباب أغوته أضواء السينما فتصور نفسه نجما للشباك أو معبودا للجماهير فسقط سقوطا مدويا ومريعا من محاولته الأولي، ما أبعده عن هذا الطريق للأبد، وسبب له عقدة نفسية ما زالت تتملكه حتي اليوم ، تتجلي أحيانا في حبه الشديد للسيطرة، وللأسف فلو كان استمر ممثلا فربما كنا حظينا بكوميدي بارع!!
بعدها جرب نفسه كخطيب لمسجد صغير في منطقة «قاسم بك».. حي البلطجة والبلطجية الشهير بوسط اصطنبول ، لكن في المقابل مكنه هذا العمل من مراقبة نشاط الأحزاب في الحي الذي عمل وسكن فيه وقتها.. وسرعان ما أحس «البندول» أن خطيبا للمسجد ليست المهنة التي يبحث عنها، انه عاشق للأضواء وحب الظهور!!
ثم جاءت المحليات لتنقذ مستقبل الشاب طيب من الضياع.. فانخرط في العمل فيها بعد أن أمضي سنوات ينتقل من حزب لآخر حتي استقر به المقام في حزب العدالة والتنمية الذي وجد فيه ضالته المنشودة عندما أصبح مسئولا عن وحدة الحزب في إحدي مناطق اسطنبول الثرية التي يسكنها علية القوم فأطلق فيها طاقاته ليبدأ رحلة صعوده نحو رئاسة بلدية المدينة السياحية العريقة، وأخذ نجمه في اللمعان حتي وصل لرئاسة الحزب ويحقق نصرا انتخابيا يصعد به لرئاسة الوزراء ليحقق قفزات اقتصادية غير مسبوقة رغم تخفيض قيمة العملة للنصف عام 2005، وقتها هاجمه الخصوم واتهموه بالجنون، لكن هذه الخطوة قفزت بعائدات التصدير التركية للسماء حتي وصلت لنحو 154 مليار دولار في العام الماضي!!
كان سر نجاح أردوجان في سنواته العشر الأخيرة.. مساعديه ومريديه والمحيطين به والمخلصين له من الخبراء الاقتصاديين والسياسيين ومن بينهم أحمد داوود أوغلو رئيس وزرائه حتي أول أمس ، والذي فضل الاستقالة للإبقاء علي اخلاصه لأردوغان «المُعلم» كما يسميه بدلا من الصدام معه والبقاء في رئاسة الحكومة ، نتيجة لرغبات أردوجان المحمومة للسيطرة والانفراد بالحكم حتي و لو كان علي حساب تعديل الدستور!!
والظاهر أن الرئيس التركي لم ينس حلمه القديم في أن يصبح لاعبا للكرة ينفرد وحده بالمرمي ويحرز الأهداف ، وهنا يبرز السؤال الخطير.. هل سيترك باقي اللاعبين السيد أردوجان وحده لكي يحرز الهدف منفردا؟؟
الاجابة: غيره كان أشطر!!