عصام العبيدى
إشراقات- صباح الخير يا مصر.. والغباء المتوارث!
< قمة الغباء.. وغياب المهنية.. والانحياز الأعمى للنظام.. على حساب الشعب.. هذا ما شاهدته منذ أيام فى برنامج «صباح الخير يا مصر»! ففى ظل اشتعال الأزمة بين وزارة الداخلية وبين نقابة الصحفيين.. على خلفية اقتحام الشرطة لمقر النقابة.. لإلقاء القبض على زميلين.. صدر لهما أمر ضبط وإحضار من النيابة العامة.. لاتهامهما فى جنحة مخالفة قانون التظاهر.. فى ظل هذا الوضع المشتعل استضاف برنامج «صباح الخير يا مصر» اللواء محمد زكى، مساعد وزير الداخلية السابق.. للحديث عن أزمة اقتحام وزارة الداخلية للنقابة.. دون أن يستضيف القائمون على أمر البرنامج صحفياً داخل الاستوديو.. وحتى عن طريق مداخلة تليفونية.. لإيضاح حقيقة ما حدث.. وتحقيقًا للحيادية والشفافية والمهنية.. التى غابت عن هؤلاء الإعلاميين الفالصو!
الغريب فى الأمر أن يحدث ذلك من التليفزيون الرسمى.. وهو المفروض تليفزيون الشعب كله.. لا تليفزيون سلطة ولا نظام ولا حكومة!
< فعلًا يموت الزمار.. وصوابعه بتلعب.. الناس دى فعلًا لا عايزة تفهم.. ولا عايزة تتعلم.. يعنى إيه مهنية.. المهم نفاق السلطة.. أى سلطة.. وتقديم فروض الطاعة والولاء للنظام.. وأى نظام!
وكأن هؤلاء الأشخاص الذين يشرفون على هذا البرنامج.. قد ورثوا غباء الماضى كله.. عندما كانت الثورة مشتعلة فى ميدان التحرير.. والدماء المصرية تغرق الشوارع والميادين.. ومع ذلك سلط التليفزيون كاميراته على صفحة النيل الهادئ.. والمراكب النيلية تتمخطر على صفحته الزرقاء الجميلة.. يعنى لم يكن ينقصهم لتكملة الصورة.. إلا إذاعة أغنية «الدنيا ربيع» فى خلفية المشهد الساحر!
< عيب يا جماعة.. هو بقى تليفزيون وزارة الداخلية.. ولا إيه؟!
< لو استشارنى القائمون للبرنامج.. لاقترحت عليهم أن يأتوا بضابط شرطة أيضاً.. لتقديم الحلقة عشان تكمل فصول المهزلة!
اكتب هذه الكلمات وكلى ألم.. على هذا البرنامج.. الذى كان من أنجح برامج قطاع الأخبار والتليفزيون المصرى.. قبل أن تسيطر عليه شلة.. سخرت البرنامج لأهدافها ولمصالحها الشخصية.. حتى أصبح فى هذه الصورة المهترئة التى يظهر عليها الآن.. وقد سبق أن كتبت أشيد بنجاح البرنامج.. قبل أن يصيبه الوبا.. الذى انتشر فى المبنى.. من سيطرة مجموعة من الموظفين فاقدى الكفاءة ونعمة الموهبة على الأمور فيه.. فتركه المشاهد.. وهربت منه الإعلانات.. إلى الفضائيات الخاصة.. حتى أصبح عبئًا كبيرًا على كاهل الدولة.. رغم أنه يضم كفاءات إعلامية لا حصر لها.. لكنهم طفشوا أمام جبروت وظلم شلة الفاسدين.. التى تسيطر على الأمور فى المبنى!