مصطفى شفيق
من قلبى- عقل الداخلية بخير
هناك من يسعى للنفخ فى الشرر.. فى الحكومة.. وفى الشارع.. وفى شبكات التواصل الاجتماعى.. وفى الإعلام أيضًا.. مشكلة اقتحام نقابة الصحفيين دليل جديد.. دليل على وجود خونة.. وعلى وجود هواة إشعال الحرائق لأتفه الأسباب.. فى بلدنا يقولون العقل زينة.. وفى بلدنا أيضًا يقولون فى التأنى السلامة وفى العجلة الندامة.. دخول رجال الشرطة إلى مبنى النقابة تسرع.. خصوصاً أنه تم للقبض على اثنين، أحدهما صحفى والآخر يحاول أن يكون صحفيًا.. ماذا لو أن حكيمًا واحدًا من قوة الاقتحام.. أو عاقلًا واحدًا بينهم آثر الصبر.. لم تكن الثورة لتقوم.. ولم تكن الدولة المصرية ستسقط.. ولا تهان هيبة النيابة التى أصدرت قرار الضبط والإحضار.. فعلى مكتب وكلاء النائب العام من القضايا الكثير.. بعضها يتعلق ببيوت قد تغلق.. أو يلحق بها الخراب.. وفى دواوين الأقسام محاضر تخص غلابة بالملايين تبحث عن رجل شرطة واحد يحمى حماهم.. وفى جعبة النيابات قرارات ضبط وإحضار لا تجد من يتحلى بنفس الهمة لتنفيذها.. بعضها ضد رجال من الشرطة.. أشهرها يخص أمين الشرطة المتهم بسرقة سيارة إعلامية الإسكندرية «هالة إبراهيم».. ثم هؤلاء الذين تجمعوا لسب الصحافة والصحفيين فى حماية الشرطة.. لعبة قديمة وفاشلة عادت الشرطة لممارستها.. لعبة تعطى رسالة أخرى سلبية للخارج.. وللداخل.. عقل الداخلية لن يتغير.
على الناحية الثانية تقف نقابة الصحفيين موقفًا متشددًا للغاية.. فقضية دخول الأمن لمبنى النقابة رغم خطورتها.. لا تستحق إشعال الحريق فى البلاد.. ولا تستحق مطالبة الرئيس بالاعتذار.. ولا يمكن أن نكون وصوليين، فنسمح لمنظمات أجنبية أن تساندنا.. ولا نسمح لها بالحديث عن انتهاكات أخرى.. والحقيقة أننى أقارن بين موقف النقابة اليوم.. موقفها يوم إغلاق بعض الصحف.. موقفها من تشرد زملاء المهنة.. من خراب بيوتهم.. الصحف التى أغلقت كثيرة بدءًا من الشعب.. وانتهاء بالتحرير.. لم تجتمع النقابة.. ولم نقف على سلالمها لنساند زملاء المهنة الذين تشردوا فجأة.. كل القضايا التى هزت حياة الصحفيين وهددت بيوتهم بالخراب اكتفت فيها النقابة بالبيانات.. والاجتماعات فى الغرف المغلقة.
الأزمات لا تحلها القرارات العنترية.. لكن تحلها العقول الراسخة.. والأفكار الرشيدة.. والنظرة التى تحفظ لكل أطرافها هيبتهم.. وحقوقهم.