المساء
عبد المنعم السلمونى
حروف متحركة -مشاكل الامتحانات
قضية التعليم تشغل العالم كله من أقصاه إلي اقصاه.
والسبب. أن التعليم هو أساس نهضة الأمم ورقيها وتقدمها. وبدونه فلا أمل في أمة تهيم حائرة في ظلمات الجهل والتخلف.
وحتي الدولة المتقدمة. تثار فيها مشكلات التعليم. لكي تحافظ علي تقدمها ولا تتخلف عن الركب العالمي.
منذ أيام منع أولياء الأمور في انجلترا أبناءهم من الذهاب للمدارس لمدة يوم. احتجاجاً علي امتحانات التعليم الابتدائي.
ووقع أكثر من 400 ألف من أولياء الأمور علي عريضة تدعو لمقاطعة امتحانات المدارس. وقدموا العريضة لوزارة التعليم في لندن.
ويؤيد الآباء حملة شعارها "لا تحرموا أطفالنا من طفولتهم". معترضين علي الثقافة المدمرة والمتمثلة في كثرة الامتحانات.
وانتقدت وزيرة التعليم بانجلترا هذه الحملة وقالت إن منع الأبناء من الذهاب للمدارس يضر بتعليمهم.
ودعت حملة علي مواقع التواصل الاجتماعي الآباء إلي تشجيع أبنائهم علي الانخراط في النشاط المدرسي بدلاً من المقاطعة وتجمع حولي 500 شخص ومن بينهم شخصيات عامة مثل كريس ريدل الحائز علي جائزة الكتابة للأطفال. حيث دعا إلي تحويل الأطفال إلي قراء. بكل ما في القراءة من متعة بدلاً من الاعتماد علي الامتحانات.
ويقول منظمو الحملة إن نظام التعليم يثقل علي كاهل الأطفال بكثرة الامتحانات وكثرة المذاكرة. وأنه يولي أهمية كبري لنتائج الاختبارات وجداول الحصص أكثر من اهتمامه بتطوير العملية التعليمية. حتي تصبح مصدراً لشعور الأطفال بالمتعة والسعادة.
وأبدي منظمو الحملة قلقهم من كثرة الامتحانات. رافضين ما اطلقوا عليه "المنهج الكئيب والجاف" الذي يعتمد علي الامتحانات ويركز عليها.
وفي خطاب مفتوح لوزيرة التعليم حذرت الحملة من أن تتحول المدارس إلي "مصانع للامتحانات" وقالوا إن هذه الاختبارات تتسبب في اصابة الأطفال الصغار بالتوتر والإجهاد وتغرس فيهم الشعور بالفشل.
لكن وزير التعليم في لندن قال إن الامتحانات تؤدي إلي تحسين مستوي التلاميذ.
وقال انه يجب علي المدارس ألا تضغط علي التلاميذ عند اجراء هذه الاختبارات وانه زار مدارس كثيرة. ولم يكن التلاميذ يعرفون حتي انهم يخضعون للاختبار.
وهناك حملة أخري شعارها "من أجل تعليم حقيقي" تؤكد علي أهمية الامتحانات. ويقول رئيسها إن الضغوط قصيرة المدي والناجمة عن الامتحانات لها فوائد طويلة المدي. إذا كان الهدف منها أن يحقق التلاميذ نتائج أفضل.
ويقول البعض إن تشديد الاختبارات ضروري في المدارس. حتي يمكن مجاراة مستوي التعليم في الدول المنافسة.
ويقولون أيضاً إن تلاميذ بريطانيا متأخرون بما يوازي ثلاث سنوات مقارنة بنظرائهم الصينيين. وإن بريطانيا جزء من العالم ولا ينبغي أن تتخلف عنه ولابد من تحرك عاجل.
ويواجه وزراء التعليم بالمقاطعات البريطانية مشاكل مع إدارة امتحانات المدارس الابتدائية هذا العام. حيث تبين أن الاختبارات الأساسية كمعيار لما يحققه التلاميذ من تقدم. لا يمكن الاعتماد عليها ولذلك تم تأجيلها.
وفي مفارقة لا تختلف عما نشهده عندنا من مفارقات. تم الغاء امتحان اللغة الانجليزية بعد أن نشر بطريق الخطأ علي الموقع الرسمي لوزارة التعليم.
وقالت لوسي باول وزيرة التعليم في حكومة الظل البريطانية انها لا توافق علي منع التلاميذ من الذهاب للمدارس. لكنها اتهمت الحكومة بخلق حالة من الفوضي والارتباك في امتحانات المدارس الابتدائية.
لكن وزيرة التعليم في حكومة ديفيد كاميرون ردت علي المعارضين بأن الطفل سيصبح أكثر قدرة علي الابداع عندما يبذل جهداً في فهم الكلمات المكتوبة أمامه. ولهذا السبب فإن الحملة التي يقودها من لايريدون أن يكون للبلاد آمال عريضة هم الذين يريدون إبقاء أبنائهم في البيت. وهذا التفكير ضار جداً بالعملية التعليمية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف