في طريق عودتي من العين السخنة إلي القاهرة، اتفزلكت (كالعادة) وعملت نفسي أبو العريف ومارست هوايتي في «التخريم» لاختصار المسافة إلي التجمع الخامس، فوجدت نفسي (خير اللهم اجعله خير) في أمريكا، أو في طريق لم أر مثيلا له إلا في أمريكا، طريق كالبساط بثماني حارات لا نهاية لها علي مدد الشوف، ورغم التوهان إلا أنني واصلت السير من فرط سعادتي بأن بلادي غادرت عالم «الطلسقة» إلي عالم الضمير والإتقان والجمال والجودة. شكرا للتوهان وشكرا للسواعد المصرية التي شقت خمسة آلاف كيلو من هذه العينة من الطرق التي تنافس بنعومتها وانسيابها ترابيزات البلياردو.