الوفد
سناء السعيد
بدون رتوش- لهذا غاب الحل!!..
ماحدث ويحدث فى حلب جد خطير، فتربص المتآمرين بثانى المدن السورية جعلها تتعرض إلى هجمة غير مسبوقة من خلال معارك الحروب التى تم حشدها ضد الدولة. هجمة ممنهجة وفق معطيات الميدان. ولا غرابة، فمدينة حلب تشكل أهمية تفوق أى مدينة أخرى، حيث تتمتع بثقل ديموجرافى واقتصادى، فضلا عن كونها تجسد رمزًا حضاريًّا وسياسيًّا، لقد كشفت أساليب استهدافها الستر عن أن هناك طبخة سياسية ضد المدينة كان لا بد للجيش النظامى من مواجهتها للحد من سقوط المزيد من المدنيين الأبرياء. الوقائع على الأرض تكاد تجزم بأن مجازر حلب لم يرتكبها النظام السورى، إنما ارتكبتها العصابات المسلحة التى يطلق عليها تجاوزًا المعارضة المعتدلة والتى انضمت إلى جبهة النصرة الإرهابية ليكون الحصاد إراقة دماء الأبرياء.
عانى الشعب السورى ويلات النزاع المسلح المستمر منذ مارس 2011 وتفاقم الوضع على أثر التدخلات الخارجية فى الشأن السورى بصورة غير مسبوقة من خلال السماح للسلاح والإرهابيين بدخول سوريا عبر الأراضى التركية للقتال لصالح أطراف خارجية وداخلية، ومن ثم اختفى الحراك السلمى وتحولت الأوضاع إلى صراع مسلح بالوكالة، وتحولت الأرض السورية إلى ملاذ آمن ومرتع للإرهاب والطائفية والفوضى. وزاد الموقف سوءًا أن الأطراف التى دخلت على خط الأزمة بدعوى حلها أقدمت على النقيض الذى كان من شأنه عرقلة أى حل لتظل المعركة مفتوحة بين الجيش السورى وحلفائه من جهة وبين الغرب، مدعمًا بالثلاثى، التركى السعودى القطرى، من جهة أخرى.
زاد الطين بلة التناقضات الأمريكية، التى تجلت فى عدم الوفاء بمقتضيات التفاهمات حول سوريا، فرأينا" جون كيرى" وزير الخارجية الأمريكى يحاول اقناع روسيا بإدراج جبهة النصرة لتشملها الهدنة ليسجل بذلك تراجعًا عن تصنيف أمريكا لها كإرهاب .وعلى حين ساندته فى ذلك كل من فرنسا وبريطانيا إلا أن روسيا تشبثت بموقفها الرافض لإدراج النصرة ضمن أحكام الهدنة. وطالبت أمريكا بالضغط على تركيا لوقف دعمها المفتوح للتنظيمات الإرهابية ووقف تدفق الإرهابيين من أراضيها إلى سوريا وهو ما لم تفعله أمريكا التى غاب عنها أنها بمواقفها المتناقضة قد نسفت قاعدة محاربة الإرهاب، بالاضافة إلى تبنيها بادرة، حاولت من خلالها فرض منطق القبول الضمنى بتقسيم سوريا ومنح تركيا كانتون تضطلع جبهة النصرة بحراسته لتصبح بذلك شريكًا فى مفاوضات جنيف وليكون بإمكانها فرض جدول الأعمال وتحديد المقبول والمرفوض!!.
وفى تناغم واضح عمدت تركيا إلى التوغل واقامة كانتون داخل الحدود السورية بمعية من تنظيم النصرة الإرهابى وهو ما يتعارض بالقطع مع أى تفعيل للتهدئة أو لتطبيق الهدنة التى بدت معطلة بفعل فاعل ممثلًا فى تركيا ودول خليجية كالسعودية وقطر، وهى الأطراف التى لم تراعِ أحكام الهدنة وتواطأت لنسف أى حل سياسى بعد أن هيمنت عليها رغبة جامحة تطالب بإسقاط النظام فى سوريا ورحيل الأسد، وكأن هذا هو الحل السحرى الذى سينقذ سوريا من مذابح التنظيمات الإرهابية وعمليات المعارضة المسلحة السورية التى يطلق عليها تجاوزًا المعارضة المعتدلة .غاب عن هؤلاء ومن شايعهم أن البديل سيكون كارثيًّا ممثلًا فى الإرهاب وأن بقاء النظام الشرعى الذى يجسده الرئيس "بشار "هو صمام الأمان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف