الرأى للشعب
ابراهيم نصر
ما أحوج الأمة.. للمرأة المتعلمة


الواقع يؤكد أن حقوق المرأة مهضومة في كثير من مجتمعاتنا الإسلامية، فهى فى الغالب الأعم تفتقد الاهتمام ولا تمنح الفرصة الكاملة لإتمام تعليمها لترتقى بنفسها وبفكرها، وتكون الأجيال المتلاحقة هى الضحية في المقام الأول، ولذا على الآباء قى الوطن العربى وفى أمتنا الإسلامية إعطاء الفرصة التعليمية الكاملة لهن، والاهتمام بهن ليس من أجل الحاضر، بل من أجل المستقبل والأجيال القادمة، فسلاح العلم أقوى سلاح للمرأة والمجتمع والعالم بأسره.

وإذا قرأنا عن المرأة في الحضارات الفرعونية والبابلية والفارسية واليونانية والرومانية وفي الديانات السماوية: (اليهودية والمسيحية والإسلام) وقبل بزوغ فجر الإسلام، فسوف نحكم بأنفسنا في أي الأزمنة والعصور نالت المرأة حقها، وحفظت كرامتها وحتى يومنا هذا، على الرغم من أن بعض الدول العربية والإسلامية، كبلت المرأة وسلبتها الكثير من حقوقها باسم الدين، والدين منهم براء، فدرجات التعليم لدى المرأة في بعض مجتمعاتنا للأسف الشديد قد تتوقف في المراحل الأولية أو المتوسطة، والقلة تكمل المرحلة الثانوية، وذلك للمفهوم السائد عند البعض بأنها لا تحتاج لأكثر من ذلك، أو للاعتقاد الخاطيء أنها لا تستحق، لأن دورها محدد ومحدود وثابت، والتعليم في ظن هؤلاء شىء ثانوى يرتبط بمرحلة سنية معينة للمرأة، وذلك حتى تستطيع تحمل مسؤولياتها وعندئذ تتوقف عن التعليم!!.

هل قرأ هؤلاء قول الله تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون﴾ وقوله عليه الصلاة السلام : (النساء شقائق الرجال) ؟؟. والآيات والأحاديث فى هذا الصدد أكثر من أن يحصيها هذا المقال.

إن الأمة الإسلامية اليوم التى تمزقها داعش وأخواتها في أمس الحاجة إلى المرأة التي تعي جيداً مسؤوليتها فى تربية الأبناء الذكور قبل الإناث، تلك المسؤولية التي تستلزم منها دراسة دقيقة لكتاب الله وسنة رسوله لمعرفة أن ريادة الإسلام للعالم لا يمكن أن تقوم على السلب والتهب والقتل والتدمير والتكفير كما يفعل الدواعش والجماعات الإرهابية المتسترة فى الدين. فدور المرأة المسلمة في المجتمع أولا وثانياً وثالثاً بناء جيل قوي فى عقيدته، درس الإسلام في حجر أمومة حكيمة حانية فقيهة تبنى وتشيّد بعلمها وفقهها وورعها صرح الرجال المطلوب بعثهم من جديد لعودة الإسلام إلى مقعد القيادة والريادة والحب والعطاء والإخاء في الله ثم فى الإنسانية، ليقوم على سواعد الرجال وضمائر النساء مجتمع إسلامي لا يعرف العنف ولا التعصب ويرفض التخريب والدمار.

نقول ونكرر: إن دور المرأة في أى مجتمع دور أساس في نمو المجتمعات ونهضتها، فهي التي تضع الجزء الأكبر من اللبنات الأولى في المجتمع، لكونها المربية للأجيال، وتمتلك سلاح التأثير القوي بغريزة الأمومة، وتأكيداً لدورها وفضائلها فقد حفظ الإسلام للمرأة كل حقوقها، وكان لها دورها الفعال في عهد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وفى عهد الخلفاء الراشدين، فأخرجت أجيالاً من العلماء وساهمت في بناء حضارتنا الإسلامية القديمة.

وإذا تحدثنا عن المرأة المتعلمة ودورها في نهضة المجتمع وبناء صرح الرجال، فنقول: إن تم الاعتناء بالمرأة فى جميع مراحل حياتها فإنها ستكون ناضجة فكرياً، وتحمل في حياتها مفاهيم تربوية سليمة وعقلاً راجحًا تدرك به أهمية العلم، وتعمل دائمًا جاهدة علي أن يصل أبناؤها إلى درجات أعلى منها وأفضل، ولا سيما دورها الكبير في النهوض بمجتمع حضارى مميز ذى قيم إنسانية وأخلاقية لرجال يمتلكون أدوات النهوض والتقدم وروح العدل والحق والبناء والتعمير، لا الهدم والتخريب، كما أن المرأة المتعلمة تؤدي دورًا كبيرًا في محو الأمية الثقافية ومن خلالها يمكن إيصال مفاهيم سليمة لقضايا مهمة إنسانية ودينية وأخلاقية إلى أبنائها أولاً .. ثم لبنات جنسها من غير المتعلمات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف