صباح الخير
رضا رفعت
شرم الشيخ.. طبيعة خلابة وكنوز سياحية نادرة
ترسل وزارة الشباب والرياضة، رحلات «اعرف بلدك» تنشيطا للسياحة الداخلية إلى شرم الشيخ، وتتحمل 90% من تكلفتها نظير الانتقالات والإقامة والإعاشة لجميع المشاركين، لتصل إلى الملايين، ليقضى المشاركون 5 أيام يقومون خلالها بزيارة أبرز المعالم السياحية بمدينة السلام، وتستضيفهم مدينة الشباب والرياضة، وعدد من الفنادق المتميزة بشرم الشيخ. وتبلغ أسعار هذه الرحلات بعد الدعم من وزارة الشباب 150 جنيهًا للفرد، ووصلت قوة بعض الأفواج إلى 3000 شاب وفتاة، يستقلون 60 حافلة. وأعلنت الوزارة استهدافها لمشاركة 50 ألف شاب وفتاة من مختلف المحافظات.
ورغم أن شرم الشيخ تمتاز بطبيعتها الخلابة وروعة أماكنها السياحية، لكن شباباً وشابات أكدوا وجود مشاكل تنظيمية، وفى تعامل البعض معهم فى الأتوبيسات وداخل أماكن الإقامة وعلى البلاج وفى الرحلات البحرية، وأنهم عادوا دون استفادة من وجودهم ودون ترويج للسياحة أو تبادل للثقافات والصداقات. وأنه على الوزارة مراجعة تنظيم وإدارة الرحلات وانتقاء الشباب، لأن تلك السلبيات أفقدتهم كثيرا من الاستمتاع بسحر وجمال الأماكن. وعلى رأسها محمية رأس محمد التى تبعد 12 كم من شرم الشيخ، وأسست فى 1983 ومساحتها 480 كم، لما تحتويه من الحياة البيولوجية المهمة وعالية الحساسية مثل الشعب المرجانية، وبيئة المنجروف. وبيئة الأودية الصحراوية، والبيئات الساحلية وتتمثل فى سهول طينية وأراض ملحية، وبيئة الحشائش البحرية.
وتمثل الحافة الشرقية لها حائطاً صخرياً مع مياه الخليج التى توجد بها الشعاب المرجانية، كما توجد قناة المنجروف التى تفصل بين شبه جزيرة رأس محمد وجزيرة البعيرة بطول حوالى 250م. وتتميز المنطقة بالشواطئ المرجانية فى أعماق المحيط المائى والأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض والأحياء المائية النادرة، وتحيط الشعاب المرجانية بها من كل جوانبها البحرية وتشكل تكوينا فريدا، وتشكل الزلازل الكهوف المائية أسفل الجزيرة كما أن المحمية موطن للعديد من الطيور والحيوانات المهمة مثل: الوعل النوبى بالمناطق الجبلية وأنواع الثدييات الصغيرة والزواحف والحشرات التى لا تظهر إلا ليلاً، وكذلك الطيور المهمة مثل البلشونات والنوارس.
وهى من أفضل شواطئ وأماكن الغوص فى العالم. ويتميز موقعها عن غيره من مواقع الغوص والغطس بأنّ عناصر الجذب فيه تتوزع بين مناطق فوق الماء وتحته وشواطئه النادرة الجميلة. كما أن الحياة السمكية والمرجانية لا مثيل لها فى هذا المكان. فتم حتى الآن توثيق أكثر من 200 نوع من الشعب المرجانية و1000 نوع من الأسماك.
ويتراوح عمق منطقة الغطس من بضعة أمتار إلى 800 متر، تتخللها هضاب ومنزلقات والكثير من المناظر الساحرة تحت الماء. وبها مناطق شاسعة من الشعب المرجانية النادرة، تتدلى إلى عمق 100 متر تحت سطح البحر. كما أنّ وقوع المنطقة بين التقاء مياه خليج العقبة بخليج السويس، أدى إلى اختلاط مياه بدرجات ملوحة مختلفة، وبالتالى نشوء أشكال خلابة ومختلفة من الشعب والسلاسل الصخورية وأسماك محيطية مختلفة ونادرة وجدران مرجانية وافرة. وفى رحلة الغوص يمكن الانتقال من سلسلة يولندا والقرش إلى مدينة شقائق النعمان، حيث آلاف الأسماك وشقائق النعمان على عمق 10-20 مترًا.
كذلك يوجد جبل موسى الذى يبلغ ارتفاعه 2285 مترا فوق سطح البحر، الذى كلم نبى الله موسى ربه فيه وتلقى الوصايا العشر وفقا للديانات اليهودية والمسيحية والإسلام.
والناظر من أعلى الجبل يمكنه رؤية مشاهد جميلة لسلسلة الجبال المحيطة خصوصا عند شروق وغروب الشمس، ويقع قرب جبل كاترين (جبل طور سيناء)، ويحيط به مجموعة من قمم الجبال. ويوجد بالجبل كنيسة يونانية صغيرة وجامع صغير.
كذلك يوجد دير سانت كاترين أسفل جبل كاترين أعلى الجبال فى مصر، بالقرب من جبل موسى. ويقال انه أقدم دير فى العالم. ويحوى رفات القديسة كاترين، وتوجد به (معضمة) تحوى رفات الرهبان الذين عاشوا فيه. ويحتوى على كنيسة تاريخية بها هدايا قديمة من ملوك وأمراء منها ثريات من الفضة وبه بئر يقولون انها بئر موسى، وبنى حول شجرة يقال انها شجرة موسى التى اشتعلت بها النيران فاهتدى إليها ليكلم ربه، وأنها لا تنمو فى أى مكان آخر خارج الدير.
والدير يمثل قطعة من الفن التاريخى المتعدد، فهناك الفسيفساء العربية والأيقونات الروسية واليونانية واللوحات الجدارية الزيتية والنقش على الشمع وغيره. كما يحتوى على مكتبة ضخمة للمخطوطات، ونزل للزوار وبرج أثرى مميز للأجراس.
وهناك مسجد صغير، بنى فى العصر الفاطمى داخل الدير، كما قام نابليون بونابرت أثناء الحملة الفرنسية بتقوية السور الذى يبلغ ارتفاعه من 40-200 قدم - وتعليته وأقام دفاعات بعد شكاوى الرهبان.
وتوجد أماكن ساحرة أخرى عديدة تستحق المشاهدة والاستمتاع بها تحدث عنها بعض الذين شاركوا فى الرحلات.
• رحلات سفارى
فقال محمد عبدالمنعم: رحلة الجيب سفارى تبدأ من السابعة صباحا إلى مدينة نويبع لعمل سفارى داخل الصحراء والتمتع بالجبال الملونة الخلابة (كلر كانيون وشهرته كانيون سلامة) ثم التوجه لمدينة دهب والبلو هول للسباحة ومشاهدة الشعب المرجانية والأسماك النادرة ثم ركوب الجمال بين البحر والجبال ثم الغداء وبعدها العودة ما بين السادسة حتى السابعة مساء.
كما قام البعض بمغامرة فى الصحراء بموتسيكلات الدفع الرباعى والتمتع بغروب الشمس خلف الجبال وسماع صدى الصوت والتمتع بالجلوس فى الخيمة البدوية لشرب الشاى البدوى ثم الحفلة فى المساء وتشمل: (الرقص الشرقي- التنورة- فقرة الساحر - دى جي- تناول العشاء فى الخيمة البدوية- بوفيه مفتوح).
• رأس محمد
وأضاف «عبدالمنعم»: هناك من ذهب إلى محمية رأس محمد، التى تحتوى على أكثر من 130 نوعا من الشعب المرجانية و1000 نوع من الأسماك، وتبدأ من 8 صباحا وحتى 2 ظهرا وتشمل الرحلة وقفتين للسباحة الأولى فى خليج السويس والثانية فى مجمع البحرين، وأيضا رؤية أشجار المنجروف والبحيرة المسحورة وشق الزلزال والبحيرة المالحة.
وأيضا رحلة أكوا بارك حيث أكبر ملاهى مائية بشرم الشيخ لجميع أفراد الأسرة، والتى تبدأ من العاشرة صباحا حتى الساعة 5 مساء، حيث العديد من الألعاب المائية والتزحلق على المياه وحمام السباحة بالأمواج ... إلخ؟
ورحلة دير سانت كاترين + دهب، والتى تبدأ من 6 صباحا إلى أقدم دير فى العالم ويوجد به الشجرة المعلقة وقبر سيدنا هارون ثم التوجه إلى دهب لتناول الغداء وجولة داخل المدينة ثم العودة فى الساعة 5 مساء.
كذلك رحلة إلى جبل موسى (مدينة كاترين)، تبدأ الساعة 10 مساء والصعود إلى الجبل والاستمتاع بشروق الشمس ثم النزول من الجبل والإفطار بعد ذلك وزيارة دير سانت كاترين ثم العودة. وقمنا بزيارة «سوهو سكوير»، حيث توجد أكبر نافورة راقصة فى مصر والعديد من المطاعم والكافيهات المشهورة، والعديد أيضا من الألعاب الترفيهية مثل صالة البولينج وصالة التزحلق على الجليد وكذلك مركز للتسوق.
• سوء التنظيم
وقال إسلام عرفة كنت فى إحدى الرحلات التى شملت 2200 شاب وفتاة، وكان التأكيد على التواجد أمام استاد القاهرة فى السادسة صباحا ما يعنى استيقاظ عدد كبير من المشتركين فى الثالثة فجرا من النوم، ورغم ذلك لم يتم السماح بدخول الاستاد إلا حوالى التاسعة صباحا، ليدخل الجميع مرة واحدة للبحث عن الأوتوبيس ويصعد اليه ليبحث عن مكان دون أدنى تنظيم أو الالتزام بترتيب الكشوف. ويطول الانتظار ليتحرك الموكب العاشرة والنصف وعند الريست انطلق الجميع إلى الأراضى الفضاء ووراء الأشجار لقضاء حاجتهم.. وأخيرا وصلت الأتوبيسات إلى الفندق فى الثامنة والنصف مساء ليتم التسكين فى الغرف ثم تناول العشاء، وكانت الرحلة بلا قائد وكل الأمور اجتهادية.
أضاف «عرفة»، تم حجز ساعة على «الجلاس بوت» لرؤية الأسماك والشعاب المرجانية، مقابل 30 جنيها بينما حجزها آخرون مقابل 25 جنيها، وكان الوقت الفعلى 40 دقيقة فقط!!
وفى اليوم التالى تم الحجز لرحلة بحرية على يخت مقابل 85 جنيها، وبعد أن كان الإعلان يشير إلى أسعار محددة لاستئجار الأدوات اللازمة للرحلة، فوجئنا بمحاولة مضاعفتها، وعندما هددنا بإلغاء الحجز تم العودة إلى الأسعار المتفق عليها. ولم يكن الغداء أوبن بوفيه كما تضمن الإعلان الذى تضمن، «رحلة بحرية باليخت السياحى إلى جزيرة تيران حيث أجمل مناطق الغطس والسنور كيلينج والطبيعة الساحرة وتبدأ من التاسعة صباحا وينتهى فى الرابعة عصرا، على أن تشمل 3 وقفات سنور كيلينج للسباحة ومشاهدة الشعاب المرجانية الملونة فى قاع البحر والأسماك الملونة والنادرة بأحجامها، مع وجبة غداء بوفيه مفتوح ومشروبات على ظهر اليخت، والتمتع بمشاهدة السفينة الغارقة».
• تعامل غير لائق
وعلى البلاج كان الطعام سيئا للغاية وغير كاف والحلو بلا سكر تقريبا، ووصل للجميع إحساس بأن معظم من فى شرم الشيخ يتعامل مع المصريين بأسلوب غير لائق حتى وإن كان غير معلن.
ويقول رضا محمد، فى اليوم قبل الأخير، كان التنبيه على ضرورة التوجه إلى البوفيه فى السادسة صباحا وإخلاء الغرف لاستقلال الأتوبيسات في السادسة والنصف، وتم ذلك بالفعل ولكن طال الانتظار إلى الثامنة تقريبا ثم تحركنا من أمام الفندق فى الثامنة والربع تقريبا، وتوجهنا إلى مدينة الشباب لتجميع بقية الفوج وطال الانتظار أيضا لأكثر من ثلاث ساعات نظرا لتأخر عدد من الأتوبيسات، وحدثت مشادات مع بعض السائقين لرفضهم فتح باب الحمامات بحجة أن لديهم تعليمات بعدم فتحها لرحلات الشباب والرياضة ووصل الأمر إلى إصرار البعض على تحرير محاضر بالواقعة، ولكن تم العدول عن ذلك بعد تهدئة الأوضاع وتقديم الاعتذار.
وكانت روائح كريهة للغاية تملأ الأتوبيس خارجة من الحمام لدرجة أن البعض قام بتوزيع مناديل معطرة لوضعها على الأنف، ورفض عدد كبير من السائقين تشغيل شاشة العرض بحجة أنها عطلانة، كما كان التكييف ضعيفا للغاية ويعمل كمروحة، وطلب السائق أموالا ولكن رفض الجميع ذلك مؤكدين أنه حول طريق العودة إلى رحلة عذاب. وكان الوصول إلى القاهرة فى الثامنة والربع مساءً، ليكمل كل منا رحلته إلى منزله أو منزل أحد أقاربه.
وقد تمثلت أبرز الإيجابيات فى انضباط مواعيد الأتوبيسات التى تنقلنا من الفندق إلى البلاج وبقية الأماكن التى تستحق الزيارة، ووجود كاميرات فى الشوارع لإجبار الجميع على الانضباط والالتزام بقواعد المرور، وسحر وروعة المناظر الطبيعية والشوارع والمياه، ولفت انتباهنا اعتماد معظم أعمدة النارة فى الشوارع على الطاقة الشمسية. •
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف