نصف الدنيا
منى حلمى
أسئلة تصحو وتنام معى
هاربة أنا

من رؤساء تحرير لا أتناول معهم العشاء

هاربة من الكعوب العالية

من ميكروفونات الصلاة

على الحاكم وعلى الأنبياء

هاربة من اعتراف النقاد

من قوائم الشاعرات

وأصابع الروج الحمراء

هاربة من سماسرة الأوطان

من جهاز كشف الصدق

من عباءات النساء

هاربة من الصمت من الكلام

من الحزن من الأفراح

من لعنة الأوصياء

هاربة من نفسى المتعبة

من الألم من السأم

هاربة من أزمنة

لا تغير وجه الأشياء

---------------------------

كان لابد أن أفقدك الى الأبد

لأتيقن من أن الكمال لله وحده

----------------------------------

دعنى أقل لك أخبارى

استغنيت عن البشر

بالعلاقة مع الأشياء

الأشياء دون أن أطالبها

ترعانى كل صباح

بنعومة لا تخطئ التوقيت

توقظنى من نومى المرتبك

على أشعة ذهبية

تقدم لى فنجان القهوة

تحاورنى فى هدوء

تشاركنى دون تطفل

وإلى حكمة مختبئة

تدعونى إلى الدخول

حين يلفنى الليل

ترسل عطورا تتأكد من دفء الغطاء

علمتنى الأشياء التواضع

علمتنى فن الإصغاء

------------------------------------------

قال لى العامل فى شركة الغاز:

«تسريب بهذا الحجم من ست شهور

من ماسورة الغاز كان يفجر العمارة كلها

ربنا بيحبك..انتى لازم عملتى خير كتير»

همست لنفسى: «طبعا عملت خير كتير..

أحببتك»

----------------------------------------

كل يوم أصحو من النوم

ومعى الأسئلة نفسها منذ سنوات

إذا كانت أسئلة بلا إجابات

فلماذا تدخل بيتى وتأكل عشائى

وتطفئ الأنوار كلها وتنام معى ؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف