نصف الدنيا
أمل فوزى
منطق "مرسى الزناتى"
توقفت كثيرا أمام موقف البعض من الدكتورة هدى عبدالناصر بعد ما كتبته عن تيران وصنافير وتبعيتهما للسعودية، وبعيدا عن كونى بين جموع الرافضين أو المؤيدين لموضوع تبعية الجزيرتين للسعودية، لكننى استغربت من أن ينقلب أشد المهللين والدراويش لكل ما تكتب الدكتورة هدى، باعتبارها امتدادا للأب الزعيم إلى مهاجمين ومتهكمين، واعتبروها باعت تاريخ الأب ونضاله وأطلقوا عليها سهام الاتهامات الساذجة، التى لا تصدر إلا من كل متعصب لا يستمع سوى لرأيه، ويرفض أن يكون هناك رأى مخالف لا سيما لو كان رأيا من شخصية مرموقة ومدعوما بالأدلة، وكنت أتمنى ألا يكون الاعتراض بالتهليل والصخب بقدر ما يكون بالحجة والمنطق، ولكن يبدو أننا لا نعرف عن المنطق إلا ما كان يعرفه مرسى الزناتى فى مدرسة المشاغبين، من أن المنطق هو أنك «لو ضربت واحد على دماغه يقع ما يحطش منطق»!

ويبدو أنه بهذا المنطق أشار شخص ما برفع أعلام السعودية فى شوارع القاهرة، بالتأكيد صاحب هذه الفكرة يتمتع بدرجة كبيرة من الغباء، جعلته يطلب من بعض الغلابة أن يرفعوا علم السعودية يوم تحرير سيناء،بالمناسبة يوم 30يونيو كان يوجد عدد من العرب فى الميادين يتابعون أو ربما يشاركون المصريين فى ثورتهم، ولكننى لم أر واحدا منهم يرفع علما لبلاده، فالثورة مصرية وتحرير سيناء أيضا هو واحد من أعظم ما تحقق لمصر خلال العقود الماضية، ولا يستحق سوى أن ترفرف فيه أعلام مصر وحدها.

ماذا لو؟

والدة جوليو لاريجينى تصل لمصر خصيصا حتى تتضامن مع والدة شريف عادل ميخائيل، الشاب المصرى الذى وجد محروقا فى بريطانيا، وتهاجم الدول الأوروبية والاتحاد الاوروبى الذى تنتمى إليه وتعتبره ظالما ولا يتمتع بالشفافية، الجمعيات الحقوقية البريطانية تطالب حكومتها بعدم إخفاء أدلة تورط جهات سيادية فى الحادث، بعض الجهات الإعلامية لا تصدق الرواية التى ذكرتها «الاسكوتلانديارد» من أن الجريمة ليس لها أى دوافع سياسية وإنما جريمة عادية، البرلمان المصرى ينتفض للجريمة ويطالب بتخفيض الصادرات من إنجلترا كعقوبة لحين كشف الحقيقة، المصريون يستمعون لأوامر حكومتهم ولا يذهبون للسياحة فى بريطانيا لحين الكشف عن الجريمة.. صورة تخيلية لتداعيات مقتل الشاب المصرى شريف عادل، مستوحاة من تداعيات مقتل الشاب الإيطالى لاريجينى، قد يقول قائل: تقارنين «الاسكوتلانديارد» إنجلترا بمصر وداخليتها، وهؤلاء أذكرهم بأن لندن كانت مسرحا لمقتل كثير من المصريين، الذين اعتبر «الاسكوتلانديارد» وفاتهم انتحارا، رغم استحالة أن تكون كذلك فى بعض الحالات، وتم إغلاق ملفات تلك القضايا دون أن نستطيع الاعتراض على أى منها.

ملحوظة.. الصورة التخيلية السابقة هى خليط من أشياء قمنا بعملها بالفعل، مثل أم الشاب المصرى الذى قتل بالإسكندرية وسافرت تناصر أم لاريجينى ضد مصر، وهجوم الإعلام والجمعيات الأهلية، وعلى الجانب الآخر هناك أشياء أخرى مثل موقف البرلمان المصرى، والتزام الشعب بموقف الحكومة من عدم السفر، ولكن هذه الأشياء يبدو أنها لن تتحقق أبدا.

نور الكلمات:

«ليست المسألة أننى ذكى جداً، وإنما المسألة أننى أقضى وقتاً أطول مع المشاكل». أينشتاين

«لا أستخدم كل ما لدى من عقل فحسب، وإنما أستخدم كل عقل أستطيع استعارته». وودرو ويلسون
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف